في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ لِيَسوعَ رَجُلٌ مِنَ ٱلجَمع: «يا مُعَلِّم، مُر أَخي بِأَن يُقاسِمَني ٱلميراث». *
فَقالَ لَهُ: «يا رَجُل، مَن أَقامَني عَلَيكُم قاضِيًا أَو قَسّامًا؟» *
ثُمَّ قالَ لَهُم: «تَبَصَّروا وَٱحذَروا كُلَّ طَمَع، لِأَنَّ حَياةَ ٱلمَرءِ، وَإِنِ ٱغتَنى، لا تَأتيهِ مِن أَموالِهِ». *
ثُمَّ ضَرَبَ لَهُم مَثَلًا، وَقال: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُهُ. *
فَقالَ في نَفسِهِ: ماذا أَعمَل؟ فَلَيسَ عِندي مَوضِعٌ أَخزُنُ فيهِ غِلالي. *
ثُمَّ قال: أَعمَلُ هَذا: أَهدِمُ أَهرائي وَأَبني أَكبَرَ مِنها، فَأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمحي وَأَرزاقي. *
وَأَقولُ لِنَفسي: يا نَفسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَةٌ تَكفيكِ مَؤونَةَ سِنينَ كَثيرَة، فَٱستَريحي وَكُلي وَٱشرَبي وَتَنَعَّمي. *
فَقالَ لَهُ ٱلله: يا غَبِيّ، في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفسُكَ مِنكَ، فَلِمَن يَكونُ ما أَعدَدتَهُ؟ *
فَهَكَذا يَكونُ مَصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفسِهِ وَلا يَغتَني عِندَ ٱلله». *
*
إن رغبتنا بالتملك هي بطبيعتها مرتبطة بتوقنا إلى التواصل. فهذه هي حالتنا الطبيعية. فحتى الأطفال – كما يشرح علماء الإنسان – لا يرغبون بالألعاب لأجل الألعاب (بالطبع ذلك أيضًا!) بقدر ما يرغبون بها لأن الآخرين يلعبون بها. يشرحون أن الرغبة ليست مباشرة نحو الأشياء، بل تمر من خلال رغبة الآخر. هذا أمر مهم ويبين الطبيعة العلائقية للإنسان. عندما يضحي اهتمام الإنسان متمحورًا حول الأشياء وحسب، يفقد الإنسان شيئًا من طبيعته الإنسانية. وهذا افتقار لا يعوّض عنه أي غنى. فما غنى مَن يَكنِزُ لِنَفسِهِ وَلا يَغتَني عِندَ ٱلله.
زينيت