تم تطويب رئيس الأساقفة أوسكار روميرو يوم السبت الفائت 23 أيار 2015 في أثناء احتفال مؤثّر مرتفعًا الى مصاف الطوباويين بعد 35 عامًا على اغتياله.
تحت هالة قوس قزح، طلب الكاردينال أنجيلو أماتو، عميد مجمع دعاوى القديسين من الحشود وهي تشكّل أكثر من 260 ألف شخص بأن يغتبطوا في “احتفال السلام والأخوّة والغفران”. “إنّ روح روميرو لا تزال حيّة وتمنح الراحة للأشخاص المهمّشين في العالم. كان يفضّل الفقراء ولم يكن ذلك إيديولوجيًا بل إنجيليًا. وصلت محبته الى كل مضطهديه”.
إنّ التطويب هو المرحلة الأولى أمام إمكانية التقديس مع أنّ العديد من سكان العاصمة السلفادورية والشوارع المتاخمة لها ينسبون الى روميرو العجائب ويشيرون إليه “بروميرو قديس أمريكا”.
أتى المصلّون من جميع أنحاء العالم وغالبيتهم من الريف ليعلّقوا اللافتات رافعين الأعلام البيضاء والصفراء للفاتيكان. وأضاف أحد المرتّلين الحجاج من رعية سيدة الصعود في حي سان سلفادور: “يمكنهم أن يقتلوا النبي ولكن يعجزون عن قتل صوت العدالة” وقال مارلين سانشيز (26 عامًا): ” ستبقى كلماته إلى الأبد”.
كان روميرو محبوبًا في الحياة من الفقراء الذين دافع عنهم بحماسة إلاّ أنه كان ممقوتًا من المحافظين الذين كانوا يعتبرونه قريبًا من الحركات اليسارية في أثناء الحرب الأهلية في السلفادور التي امتدّت من العام 1980 حتى العام 1992.
قُتل رئيس الأساقفة بضرب رصاص في قلبه على يد قناص بينما كان يحتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسة مستشفى السرطان في 24 آذار 1980. وكان قبل ذلك بيوم واحد، ألقى عظة شديدة اللهجة الى الجيش المدعوم من الولايات المتحدة بوقف ممارسة الاعتداءات على المدنيين. وفي هذا السبت الفائت، تمت قراءة هذه الكلمات بصوت عالٍ: “أنا أتوسل إليكم، وألتمس منكم وآمركم باسم الله أن توقفوا هذا القمع”.
لم يتم التعرّف على القاتل ولم يتم مقاضاة أي شخص لجريمة القتل. وفي العام 1992، توفي القائد روبيرتو دوبويسون وهو من أطلقت عليه لجنة الأمم المتحدة بالعقل المدبّر للاغتيال بعد أن كان مصرًا على براءته حتى النهاية.
***
نقلته الى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية