شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الفنان زوهراب رحل مكلّلاً بملائكته ووروده والعصافير
الفنان زوهراب رحل مكلّلاً بملائكته ووروده والعصافير
الفنان زوهراب رحل مكلّلاً بملائكته ووروده والعصافير

الفنان زوهراب رحل مكلّلاً بملائكته ووروده والعصافير

المرة الأخيرة التي رأينا فيها زوهراب، الذي رحل فجأةً ومن دون سابق إنذار، كانت خلال معرض في جمعية الفنانين، العام الماضي، ولم تتسنّ لنا زيارة معرضه الذي أُقيم في “غاليري إكزود” قبل نحو الشهرين. كان الرجل في صحة جيدة ظاهراً، حين رأيناه، لكنه كان صامتاً، ويتنقل أمام لوحاته في القاعة مصوّباً نظراته في إتجاه واحد، مشغول الذهن بأمور لا نعرفها. لم نجد صعوبة في التعرّف إلى أعماله حينذاك، من دون البحث عن توقيعه، أو عن الإسم الملصق على ورقة صغيرة بالقرب من العمل، فقد كان له أسلوبه الذي يبدو أنّه كرّسه مع مرور الوقت، مع بعض المتغيرات التقنية هنا أو هناك.

الفنان اللبناني الأرمني بدأ الرسم مبكراً، وفي العام 1970 حصل على ديبلوم في الفنون الجميلة من جامعة الروح القدس – الكسليك، وربما حمل في نفسه، منذ صغره، وتالياً في فترات حياته اللاحقة، مأساة الشعب الأرمني، التي صمدن ذيولها في ذاكرة هذا الشعب مع مرور الأيام؟ فمن لم يعش اللحظة الماضية بتفاصيلها المرّة ورث آثارها من حكايات جدوده. على أن هذا الشعور بالظلم الشديد، الحاصل منذ نحو قرن في الزمن، لم ينعكس في شكل مباشر، في نتاج زوهراب، بحسب النمط الذي شهدناه في مواقع أخرى من هذا العالم الفسيح، لدى فنانين آخرين عاشوا، أو عاش ذووهم، لحظات قاسية، ما ترك بصمات واضحة على نتاجهم. الحال الوجدانية حاضرة في اعمال الفنان من دون شك، لكنها تتخذ طابعاً إستيتيقياً، معقوداً على الغوص في سراديب الذاكرة الفردية، واستذكار الذاكرة الجماعية، كما في عالم حلمي من نوع خاص.
قلنا إن أعمال زوهراب لم تحمل طابع المأساة أو الحزن، أو على الأقل تلك الأعمال التي نعرفها، وإذا كانت حملت هذا الشعور فإن ذلك يمكن تلمّسه من خلال إشارات لا تحتل الجزء الأهم في المتن التشكيلي. على عكس ذلك، نرى فيها مدلولات الفرح وحب الحياة، من خلال صور تتجسّد فيها المرأة والأبناء والعائلة ككل، وهم محاطون، في بعض الأحيان، بملائكة وحمائم وعصافير وورود. شاء الفنان، كما نعتقد، أن يرسم عالماً تطغى عليه أجواء من السلام أداخلية كانت أم خارجية، وذلك ضمن منحى لا تغيب عنه الرموز الدالة على ما هو غير مرئي. كما لا يغيب عنه، من جهة أخرى، الرسم والخط اللذان جاءا لتكريس نزعة نحو التشخيص في أعمال عديدة. لذا ليس من المستغرب أن نجد في نتاج زوهراب بعضاً من عناصر النابيين (نابي بالفرنسية)، وهو الإتجاه الذي مثّله الفنان الفرنسي موريس ديني أكثر من سواه. على أن الخط الذي لم يكن عنصراً حاسماً في نتاج التيار المذكور، صارت له أهمية ومكانة في نتاج زوهراب، إذ كانت بعض أعماله خطوطية، مصحوبة بشفافية لونية، كأنها اعتمدت تقنية الأكواريل عبر استعمال مادة لونية من صنف آخر. لكن نزعة الفنان نحو التشخيص لم تكن شمولية، كما يبدو، إذ اختلطت مع عناصر تجريدية في بعض الأحيان، لذا قد يكون من الصعب أن ننسب زوهراب إلى مدرسة، أو تيار معيّن.
في ما يختص بالموضوعات، رسم الفنان كل ما يحيط به، أو يرد في ذهنه، لذا نرى الأرض والطبيعة وعلامات الحب في مختلف مكوّناتها، إضافة إلى المرأة، التي شغلت حيزاً بارزاً في أعماله، وذلك ضمن تآليف متينة تدل على حرفية تكرّست مع الوقت، استناداً إلى خبرة كان الفنان “الصامت” يعمل عليها بلا كلل.

¶ فنان وناقد تشكيلي وأستاذ جامعي.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).