الذي أعطى الحياة أي الله له وحده أن يستردها بالموت. أنت إذا انتزعتها عن إنسان بقتله تجعل نفسك إلهًا وهذا هو الجحود بعينه. شأن الخالق وحده أن يضع حدًا لحياة الإنسان فهو مالكها والانسان ليس بمالك لحياته. لذلك يربي الإنسان جسده ويقوته كما يقول بولس. ولله في رعاية الإنسان شؤون ونحن نتعهد ذواتنا بإنمائها وتنتهي على الأرض عندما خالقها ينهيها. نحن نتعهد الموجود أي نستبقيه بوسائل الرعاية وينهي الرب وحده هذه الرعاية عندما يشاء.
لله في خلقه شؤون ومنها انه له وحده ان يتصرف بحياة الانسان ونحن نؤمن ان في امداد حياة كل انسان عناية من الله. لذا ليس لنا أن ننهيها بشهوة قتل. أنت تقبل ان للرب حكمة في استبقاء الذين تحبهم والذين لا تحبهم. حياتهم ليست من شأنك. الله وحده حافظها لحكمة فيه. أنت تقبل الناس أعجبوك أم لم يعجبوك لأن الله راض عن وجودهم وتتعامل واياهم بما أعطيت من محبة ورعاية في صالحهم وسوئهم أي تقبلهم بخيرهم وشرهم وترد لهم ذلك كله بالخير. فإن لله حكمة في استبقائهم كما هو يرى الأشياء. أنت تسعى الى تربية الناس وقد لا يقبلونك وانت تقبلهم فإن هذا أمر إلهي. أنت لست مهندس العالم بحيث تقبل هذا وترفض ذاك. أنت متلقي الوجود كله وفاحصه ولكن لا تزيله لأن بقاءه من حكمة الله وحده. الله وحده يبدي فكره للناس في اليوم الأخير. قبل ذلك له حكمته في استبقاء الناس جميعاً وهو وحده يأخذهم بموت وأنت لا تميت أحداً.
جعلك الله حاكماً في أشيائك لكي تتدبرها ولكنه ما جعلك حاكماً في الناس. هم باقون إذا الله استبقاهم وليس لك في هذا شيء. لك ان تفهم ان للرب حكمة في بقاء أي منا وليس لك ان تحكم أنت فيه فالقاعدة احترام حياة الآخرين والحفاظ عليها لأن للرب وحده تدبيرها.
الحياة في كل واحد مساحة لله فيه. هو يتدبرها والانسان حافظها وليست له. القتل نهاية العالم والعالم في عهدتنا من الله.
وليس لك ان تتصرف بحياة آخر لحسبانك انه غير نافع. الحكم في هذا ليس لك. الناس كما هم في عهدتك. لذلك تحفظهم لربهم. وهم له وحده ان عاشوا وان ماتوا وانت لهذا حفيظ. حياة الناس احترام منك لقرار الناس وليس لك في هذا القرار شيء. إذا حافظت على حياة الناس تكون أقررت ان الله وحده الخالق وانه وحده المرجع. إن قبلت بالناس جميعا تكون قابلا لله.
المطران جورج خضر
الوسوم :القتل بقلم المطران جورج خضر