ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون القداس السنوي لاقليم جبيل في رابطة كاريتاس لبنان في كنيسة مار يعقوب – جبيل، عاونه فيه رئيس الرابطة الأب بول كرم ورئيس جهاز الاقاليم الاب رولان مراد والمرشد الروحي لاقليم جبيل الاب شربل ابو العز، في حضور النائب سيمون ابي رميا، ادوار الحواط ممثلا النائب زياد الحواط، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، القائمقام السابق لجبيل نجوى سويدان فرح، منسق “التيار الوطني الحر” في القضاء أديب جبران، منسق القوات اللبنانية عبدو أبي خليل، رئيسة اقليم كاريتاس جبيل الكسندرا عون والعاملين والمتطوعين وعدد من المخاتير ورؤساء الاجهزة الامنية في القضاء ومدعوين.
في بداية القداس ألقت عون كلمة أشارت فيها الى ان “كاريتاس لبنان والعالم مضرب مثل للنزاهة والشعور الإنساني والعطاء في اعلى مراتبه وابهى صوره، العطاء الذي يسمو على الفئوية والطائفية وكل انواع التمييز بين البشر”. وسألت: “هل من خيار لكاريتاس لبنان، وهي جهاز الكنيسة الرعوي والاجتماعي، سوى أن تساند النشاطات والمشاريع الخيرية والإنمائية، وتسبر الأغوار المظلمة في المجتمع اللبناني على مساحة الوطن كل الوطن؟ تبلسم الجراح وتزرع المحبة وتنشر الاطمئنان والفرح في الأفراد والعائلات التي يقض مضاجعها هاجس الفقر وشبح المجاعة والمرض والتهجير، مستلهمة أقوال الحبر الأعظم البابا فرنسيس إذ يقول: “إن من يضع نفسه في خدمة الإخوة الأكثر ضعفا، يختبر فرح المحبة المجانية”.
ورأت ان “ابسط الأمور لا تنجز ولا تتكلل بالنجاح، ما لم تستنهض الهمم، وتهب النفحة الإنسانية في تلك النفوس المعدة بالفطرة وبنعمة سماوية للخدمة وبذل الذات، حاملة شعلة الرسالة التي من أجلها وجدت كاريتاس”.
عون
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران عون عظة اعلن فيها “تقديم هذا القداس على نية كاريتاس ونشاطاتها، وبداية موسم جديد نطلب فيه من الرب تقوية كل الملتزمين لكاريتاس، أكانوا موظفين بدوام كامل أو متطوعين، بالاضافة الى الشابات والشباب الذين يقومون بعمل مهم على الأرض”. وقال: “كاريتاس هي الجهاز الاجتماعي للكنيسة، ودورها تجسيد أعمال محبة الله ورسالة الكنيسة الاجتماعية، فالى جانب نشر كلمة الله تقوم الكنيسة بالاهتمام بالفقراء، وهكذا هي دعوة كاريتاس في العطاء بمجانية، واسمها انطبع في كل عمل مجاني يعطى فيه من دون مقابل، وأحيانا السياسيين يستخدمون هذه الكلمة حين يطلب منهم أي أمر، فيردون “هل نحن كاريتاس؟”
أضاف: “أصبح اسم كاريتاس مرادفا للعطاء بمجانية، كما النبع يعطي ولا يسأل من الذي يشرب منه، وبالتالي أصبح لا يمكن لكاريتاس أن تقوم برسالتها كما يجب اذا لم يكن الى جانبها أناس من مختلف الفئات، أكانوا فقراء أو أغنياء، إذ بتضامن الجميع يمكنها تأدية دورها بشكل أفضل، ومن دون شك بشريا فان كل عمل ممكن أن يشوبه النقص، لأن انتظاراتنا كبيرة وكثيرة، نتوقع عمل أكثر من قبل كاريتاس، ولكننا ننسى ان ذلك يعود في جزء من الأسباب الى عدم ايمان بعض ابنائنا برسالتها”.
وتابع: “عندما دعانا الله الى العطاء، لم يضع شروطا محددة، إنما بارك من يعطي أضعاف أضعاف، وكلنا نعرف أن الجميع يسعى الى الأفضل، واعادة قراءة لتحسين وتطوير عملنا، الا أن العنوان الأساسي الذي أضعه الليلة هو كيف أننا كمجتمع جبيلي، أي في أبرشية جبيل، نقف الى جانب بعضنا البعض، كما هي حال كاريتاس او الصليب الاحمر او جمعية مار منصور، أو اي اي جمعية ومؤسسة عنوانها الوقوف الى جانب الانسان”.
ورأى أن “الشرط لنكون من خراف السيد المسيح والتتلمذ على يديه هو تعلم سماع صوته، والتجدد دوما في الاصغاء الى كلمته، لأن كلمة الرب هي النور والحياة، لذلك هو يعطينا الحياة الأبدية، وهذه هي رسالة سيدنا يسوع المسيح، فلم يأت ليرتب لنا أمورنا الأرضية إنما ليعطينا أكثر عبر إعادتنا كأبناء لأباه السماوي”.
وطنية