لا شكّ في أنك تتساءل عمّا يجمع القديس فرنسيس الأسيزي والقديس دومينيك عبد الأحد خاصة وأنّ كليهما يختلف عن الآخر كما يظنّ البعض إلاّ أنهما يتشابهان في أمور كثيرة وأوّلها محبة الفقر والرغبة في تجسيد الإنجيل في حياتهما حتى أصبحا مبشّرين بالبشرى السارة أي الإنجيل ليس بالكلام فقط بل من خلال التشبّه الفعلي بالمسيح.
سبق ونشرنا في مقالة سابقة سيرة حياة القديس دومينيك ونودّ في هذه المقالة أن نسلّط الضوء على العلاقة التي كانت تجمع القديس فرنسيس الأسيزي بالقديس دومينيك عبد الأحد وأيضًا لمناسبة حلول الذكرى المئوية الثامنة لتثبيت هذه الرهبنة. وكان قد بعث البابا في وقت سابق برقية أثناء انعقاد المجمع العام لرهبنة الدومينيكان والذي اختتمت أعماله في الخامس من شهر آب الفائت وفي خلالها ذكّر البابا أن تبقى الرحمة ركيزة لحياة الكنيسة.
هذا وقد استقبل البابا رؤساء أديرة الدومينيكان الأسبوع الفائت للمناسبة نفسها وفي خلالها ذكّر بأنّنا كلّما خرجنا لنروي عطش الغير كنّا من دعاة الحقيقة ذاكرًا الدعامات الثلاث الأساسية لرهبنة الدومينيكان: المحبة والتبشير والشهادة”.
تشير التقاليد إلى أنّ القديس دومينيك قد التقى بالقديس فرنسيس الأسيزي في زيارته إلى روما عام 1216 وبأنّ كليهما كانا يتناقشان مع الأب الأقدس عبر مطرانهما المشترك الكاردينال أوغولينو حتى يحصلا على التثبيت من البابا لرهبانيتهما الأولى رهبانية الواعظين ورهبنة الأخوة الأصاغر. وكان قد رأى القديس دومينيك فرنسيس الأسيزي في رؤيا في حلمه فما أن رآه حتى ركض وسلّم عليه. نمت صداقة قوية بين القديسين العظيمين بتواضعهما وفقرهما وكانا يتبادلان الزيارات في أعياد رهبانية كل فرد منهما كرمز للاتحاد بينهما في سبيل تحقيق هدف واحد. وما لبث أن أثّر القديس فرنسيس في القديس دومينيك في تطبيق نذر الفقر وفي المقابل اتّخذ الإخوة الأصاغر النظام التأسيسي الدومينيكاني نهجًا في حياتهم.
تجدر الإشارة إلى أنه يجري تقليد في القدس مثلاً، حيث وُجدت جماعة فرنسيسكانية وجماعة دومينيكانية في المدينة نفسها، يترأّس الاحتفال بعيد القديس فرنسيس أحد الرهبان الدومينيكان بينما يترأّس الاحتفال بعيد القديس دومينيك أحد الرهبان الفرنسيسكان. يعود ذلك ولا شك إلى نشأة الرهبانيتين في الحقبة نفسها وإلى الصداقة الوثيقة التي كانت تجمع القديس فرنسيس الأسيزي بالقديس دومينيك عبد الأحد. هذا وتُعرَف رخبنة الدومينيكان بأنها محرّك رائد للحوار مع المسلمين في الشرق الأوسط والعالم عبر الإنترنت وهي موجودة في بلدان مثيرة من الشرق الأوسط مثل معهد الدومينيكان للدراسات الشرقية في القاهرة الذي يقيم علاقات مع جامعة الأزهر.
زينيت