في بداية موضوعنا أريد طرح بعض التساؤلات على القارئ والتي تساعدنا على الدخول لهذا الموضوع الشيق.
– هل القديس بولس قلل من شأن المرأة لذلك كان شديد اللهجة في رسائله بخصوص المرأة؟
– هل واجهه بولس الرسول مشاكل مع المرأة ولذلك كانت لهجته عنيف معهم؟
– هل القديس بولس كان متزوجا أم أعزبا أم أرملاً؟
– من هي المرأة في فكر القديس بولس؟ ولماذا تغير حديث القديس بولس بخصوص المرأة في رسائله الأخيرة؟
1- شاوول قبل الكرازة وعلاقة مع المرأة:
قبل دخول شاول المسيحية ليصبح القديس بولس، كان شاول يهوديا ويعتقد البعض أنه (حاخاما) أو حبراً من أحبار اليهود. وإستنادا على ما قاله بولس الرسول بأنه لم يقصر أي فريضة أو طقس ، وطبقا لعقائد اليهود كان الزواج إلتزاما حتمياً. وكان الرجل غير المتزوج يقال عنه مقطوع الذرية وأنه يقلل من صورة الله في العالم. وكان يُقال 7 تحرمهم السماء وكانت قائمة هؤلاء السبعة تبدأ بالرجل اليهودي غير المتزوج. وكان سن الزواج المناسب هو 18 عام. لذلك يُستبعد أن شابا يهوديا تقيا متعبدا كما كان بولس يبقى غير متزوج.
والدليل الآخر الذي يرجح أنه كان متزوجا، إن بولس كان عضواً في السنهدريم (أعمال الرسل 26: 10) وكان القانون يُحتم أن يكون أعضاء السنهدريم متزوجين. للإعتقاد بأن قلوب الرجال المتزوجة أكثر رحمة من غير المتزوجين. ربما سائل يقول إذا كان بولس متزوجا فلماذا لم يذكر زوجته ولم يرسل أي تحية في رسائل منه ومن زوجته للكنائس أو للأخوة المؤمنين؟
ويُحتمل أن تكون زوجة بولس قد ماتت. أو أنفصلت عنه بعدما أصبح مسيحياً ولم يفكر في الزواج مرة أخرى لصعوبة حياته (الإرتحال والسفر المتوالي). ولم يذكر اسم زوجته في الرسائل للأسباب السابقة ولأن الرسائل لم تكن موجهة لزوجته.
ربما يكون هذا الموقف أثر على فكر القديس بولس حول المرأة والزواج لفترة مؤقته، والخلفية اليهودية التي تربى عليها فالمرأة اليهودية – كان يحق لهن الذهاب للهيكل والصلاة- ولا يسمح لهن بالتجوال بالشوارع إلا في وقت الظهيرة فقط مثال السامرية. وبالطبع هذه الخلفية أثرت على فكر ورسائل القديس بولس.
(يتبع)