“قلبًا حرًا!” هذا ما تمناه البابا فرنسيس لشبيبة باراغواي والأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وتشيلي على ضفة نهر باراغواي في كوستانيرا عصر يوم الأحد 12 تموز. في الواقع، قام شابان بإعطاء شهادة حياتهما: ليز، البالغة من العمر 25 عامًا، ممرضة وابنة أم مصابة بمرض الألزهايمر. اتخذت الشابة الكرملية تشيكويتونغا مثالاً لها التي يحتمل أن تصبح قديسة من باراغواي. ومانويل، 18 عامًا، يشهد بأنه اختبر الله في خلال رياضة روحية بعد أن كان عبدًا للوحدة والمخدرات. وبعد أن تُليت قراءة من إنجيل التطويبات، انطلق البابا منها ليحدّث السبيبة قائلاً: “الحرية، لأنّ الحرية هي عطية من الله يمنحنا إياها إنما علينا أن نتعلّم كيف نحصل عليها، علينا أن نتحلّى بقلب حر لأننا نعلم جيدًا بأنه يوجد في العالم الكثير من الروابط التي يتعلّق فيها قلبنا. لا تدع قلبنا حرًا”.
وكان قد تلا قراءة التطويبات شاب اسمه أورلاندو طلب من البابا أن يصلي على نية الشبيبة حتى يتحلوا “بقلب حر” وقال البابا: “لقد اقترب مني أورلاندو حتى يسلّم عليّ وطلب مني أن أصلي على نية حريتنا. وهذه البركة التي طلبها أورلاندو هي من أجلنا كلنا. إنها البركة التي نطلبها اليوم كلنا!” ثم شكر البابا أورلاندو: “لنشكر كلنا أورلاندو على هذه البركة التي طلبها من أجلنا وهي أن نتحلى بقلب حر، قلب يستطيع أن يقول ما يفكّر به وما يشعر به وأن يقوم بكل ما يفكّر به ويشعر به. هذا هو القلب الحر وهذا ما سنطلبه اليوم”.
ثم صلى البابا مع الشبيبة: “رددوا معي: أيها الرب يسوع، أعطني قلبًا حرًا لا يكون عبدًا لأفخاخ العالم أو لوسائل الراحة والاحتيال، للرذائل والحرية الكاذبة التي تقضي بأن أقوم بكل ما يحلو لي في الوقت الذي أراه مناسبًا”. وشدد البابا: “شكرًا أورلاندو لأنك جعلتنا نتنبّه الى ضرورة طلب قلب حر وأن نسأل ذلك كل يوم”.
ثم أشار البابا الى التعاليم التي استقاها من شهادتي مانويل وليز وقال: “تعلّمنا ليز أمرًا فكما أنّ أورلاندو علّمنا أن نطلب قلبًا حرًا كذلك ليز تعلّمنا بأنه لا يجب أن نكون مثل بيلاطس البنطي، أن نغسل أيدينا. كان باستطاعة ليز أن تضع أمها بسهولة في بيت للراحة وأن تضع جدتها في مأوى آخر وأن تعيش حياتها بفرح وأن تدرس كل ما تريد ولكنها قالت لا! الجدة والأم. وأصبحت ليز عبدة وخادمة إذا أردتم في “وطن” الجدة والأم وقامت بذلك بكل محبة. حتى وصل بها الأمر لتقول بأنّ الأدوار قد انقلبت: فقد أصبحت أمًا لأمها بماأنها تهتمّ بأمها المريضة بهذا المرض القاسي الذي يجعل الإنسان يخلط الأمور. لقد أحرقت هذه السنوات الخمسة والعشرين من حياتها في خدمة أمها وجدتها”.
وسأل البابا: “ولكن هل هي وحدها؟ كلا! ليز لم تكن وحدها لقد قالت أمرين يمكن أن يساعداننا. لقد تحدّثت عن ملاك، عن خالة كانت مثل الملاك. لقد تحدّثت عن لقائها بأصدقائها في نهاية الأسبوع وعن جماعة الشبيبة التي كانت تغّذي لها إيمانها. وهذان الملاكان الخالة والأصدقاء وهذه الجماعة المصلية كانوا يمدّوها بالقوّة للمضي قدمًا الى الأمام. وهذا ما يسمى بالتضامن! ماذا يسمى؟ ويجيب الشبيبة: “التضامن”.
وتابع البابا: “عندما نتكفّل بمشاكل الآخرين. ووجدت ملاذًا لقلبها المتعب. ولكننا أغفلنا أمرًا. هي لم تقل: “حسنًا سوف أختار هذا بدلاَ من ذاك”لقد درست وأصبحت ممرضة. ولقد قامت بكل ذلك بفضلكم، بفضل مساعدتكم لها وتضامنكم معها… واليوم هي تبلغ 25 عامًا وتملك قلبًا حرًا. لقد أتمّت الوصية الرابعة: أكرم أبك وأمك. لقد بيّنت لنا ليز بأنها أحرقت حياتها في خدمة أمها. وهذه درجة عالية من التضامن. درجة من المحبة والشهادة”.
زينيت