أن تكون قائداً يعني أن عليك فهم أدوار ومسؤوليات القيادة وبالتالي عليك تطوير القدرة على إقناع الآخرين والتأثير عليهم للعمل معك ولتحقيق أهدافك، بل وأكثر من ذلك، عليك أن تتعلم أن تكون القدوة لهم، فإحدى أهم الصفات التي يتمتع بها القائد الناجح هي أن يكون من النوع الذي يتطلع إليه الآخرون ويسعون ليكونوا مثله، أي أن يكون مثالاً ونموذجاً يُحتذى به، لذلك يجب عليك كقائد البدء بتطبيق التغيير الذي تريد رؤيته في فريقك أو مؤسستك بنفسك أولاً، فكيف نتوقع أن يتغير الآخرون إذا لم نكن مستعدين لتغيير أنفسنا؟ يقول المهاتما غاندي “كن التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم”.
من المفيد أن نبدأ بالنظر إلى أنفسنا عندما نريد تحفيز وإلهام الآخرين لأن الطريقة التي نتصرف بها تؤثر بشكل مباشر على سلوك الآخرين، والتأثير الذي لديك على الآخرين كقائد أكبر مما تعتقد، فالفكرة الأساسية هنا هي أننا في بيئة اجتماعية كبيئة العمل مثلاً سنتعلم من خلال الاستماع، ومن خلال التجربة والخطأ ولكننا سنتعلم أيضاً من خلال مشاهده ما يفعله أو ما لا يفعله الآخرون، وبالتالي سنعمل على تغيير سلوكنا ليتلائم مع سلوك من حولنا وهذا ما يسمى بالتعلم الاجتماعي، لذلك لا تقلل من شأن تأثير كلماتك وأفعالك ومواقفك فسواء اخترت ذلك أم لا فأنت مثال سيُحتذى به.
فكيف يمكن أن تكون هذا المثال:
التعامل مع المشاكل: جميعنا قد يحظى بيوم سيء بين الحين والآخر وكذلك هي الإدارة فلها نصيبها من المشاكل التي تحتاج إلى التعامل معها، فكن قائداً يتعامل مع المشاكل بطريقة بناءة دون أن تفقد أعصابك أو تتجاهل المشكلة، وأظهر القوة والهدوء والمثابرة حتى في الأوقات العصيبة، لأن سلوكك سينعكس على أفراد فريقك وعلى ثقتهم في قدرتك كقائد، بل وسينعكس أيضاً على كيفية تعاملهم مع المشاكل بشكل أفضل، فالفريق الإيجابي أكثر قدرة على استكشاف المشاكل والتغلب على الشدائد في مكان العمل.
إدارة الوقت: القادة الذين يستخدمون وقتهم بفعالية يؤكدون لمن حولهم أنه يمكن إنجاز الكثير خلال يوم العمل، فالتركيز على الأولويات الصحيحة هو أيضاً وسيلة رئيسية للقادة لتدريب الفريق على كيفية التعامل مع أهم المهام أولاً، ومن ثم العمل على حل المشكلات الأقل أهمية، وعلى العكس من ذلك، فإن القادة الذين يمضون وقتهم في التركيز على التفاصيل أو القضايا غير الحيوية للنجاح، قد يسببون إحباطاً للأشخاص الذين لا يمكنهم بعد ذلك التعامل مع عبء العمل.
النزاهة وبناء الثقة: على القائد أن يكون جديراً بالثقة، فلن تحصل على قدر كبير من احترام أفراد الفريق إذا لم تكن صادقاً معهم، لأن القائد الناجح هو من يتخذ القرارات من أجل تحسين العمل ككل لا للتحسين من نفسه فقط، وهو من يتحمل المسؤولية عن أفعاله، أي ليس على القائد استغلال المنصب لتكون هناك امتيازات خاصة تسمح له بالتصرف بشكل مختلف عن الأشخاص الذين يعملون لديه.
الدعم والتشجيع: القائد الناجح هو من يحفز أفراد فريقه بدلاً من انتقادهم ويسعى جاهداً لإلهامهم والوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، لذلك يمكن للقادة أيضاً أن يكونوا قدوة إيجابية من خلال التركيز على الآخرين، فتأكد من أن لديك الوقت دائماً للاستماع لمخاوفهم أو أسئلتهم وتقديم نصيحتك وحكمتك إن أمكن، وتذكر أن التحفيز سواء أكان معنوياً أو مادياً وتقديم الدعم والتشجيع من خلال إنشاء بيئة عمل صحية واستغراق الوقت الكافي لفهم أي مشاكل أو صعوبات قد يواجهها الفريق يعتبر من واجباتك كقائد.
لا يهم ما إذا كنت صغيراً أو كبيراً، غنياً أو فقيراً، إذا كنت تريد تربية أطفال يتمتعون بشخصية أخلاقية قوية، أو تعزيز ثقافة منظمتك، أو تشجيع من حولك على أن يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع، اسأل نفسك ما إذا كانت تصرفاتك لها تأثير إيجابي أو سلبي على من حولك، وهل توجههم نحو طريق مستقيم أو تقودهم إلى طريق مسدود؟ فكلماتك وأفعالك لها تأثير كبير على الآخرين بطرق لم تتخيلها أبداً، فأنت مثال يُحتذى وهنالك أشخاص يرقبون كل حركة تقوم بها لذلك لا تخذلهم.
زينيت