أكد في بداية حديثه ثقته أن زيارة البابا فرنسيس بمناسبة اللقاء العالمي للعائلات ستكون فرصة للأب الأقدس كي يؤكد تعليم الكنيسة الغني حول العائلة، وللتشديد على دور العائلة الهام ومكانتها الأساسية في الكنيسة وفي المجتمع، هذا إلى جانب دعم رسالة العائلة كواقع محبة وأمانة، ومساندة العائلة في رسالتها أي نقل وتربية الحياة. وتابع أمين السر مشيرا إلى أن وجود الأب الأقدس في اللقاء في حد ذاته سيكون عاملا مشجعا لمساعدة العائلات في رسالتها هذه، وفي المقام الأول لالتزامها بالشهادة لمحبة الله، وأيضا لقدرة العائلات على خلق السعادة التي يبحث عنها العالم اليوم بقوة.
وفي إجاتبه على سؤال حول المساهمة القوية والخاصة التي يمكن للعائلات المسيحية أن تقدم اليوم للكنيسة وأيضا لمن هو بعيد عن خبرة الإيمان، شدد الكاردينال بارولين على أن للعائلة دورا كبيرا بالفعل وهو الشهادة لفرح الإنجيل ولمحبة الله الفرِحة القادرة على تغيير حياة الأشخاص والجماعات. وتابع مشيرا إلى أننا نعيش مرحة تطبعها المعاناة من الوحدة والعزلة، العزلة أحدنا عن الآخر والتي تصبح أيضا عزلة عن الله. وذكّر بأن البابا فرنسيس يتحدث كثيرا أيضا عن وظيفة العائلة هذه، أي إيقاظ على مستوى الفرد والجماعة حس الانتماء والشركة والاحترام، وهذا حسب ما ذكر الكاردينال بارولين الدور الذي على العائلة أن تقوم به في المجتمع.
سؤال آخر وُجه إلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان كان حول ما تقول الكنيسة لمن لا يشاركها القيم ورؤيتها للعالم، وأجاب الكاردينال بارولين أن لدى الكنيسة مقترحها والقائم على الإنجيل، ولكن من الهام جدا وأكثر من الكلمات تصرف الكنيسة، وذلك للشهادة عبر القدوة والأعمال لجمال الإنجيل وحقيقته في عالم اليوم. وواصل متحدثا عن الكثير من الجراح التي تستدعي المداواة، وعن مشاعر الوحدة وتمزقات تحتاج إلى إصلاحها، وذكّر في هذا السياق بتعبير أو بالأحرى بصورة استخدمها البابا فرنسيس منذ بداية حبريته، صورة المستشفى الميداني الذي يمكنه أن يكون قريبا بالفعل من الأشخاص ويرافقهم في مسيرة نمو ومداواة للجراح. شدد أمين السر بالتالي على المرافقة التي تعني القدرة على الإصغاء والحوار والنمو معا.
موضوع آخر تطرقت إليه المقابلة هو حاجة العائلات إلى دعم المؤسسات من خلال سياسات ملائمة، وذكّر الكاردينال بارولين في حديثه عن هذه القضية بدعوة البابا فرنسيس إلى الانطلاق من الذات، أي أن على العائلات نفسها وعلى الكنيسة الالتزام، وهو ما يشير إليه الأب الأقدس بوضوح في الإرشاد الرسولي “فرح الحب” حسب ما تابع أمين السر، وذلك حين ذكر قداسته أنه قد تم عمل الكثير فيما يتعلق بإعداد الشبان لسر الزواج وتأسيس عائلة، ولكن يجب عمل ما هو أكثر. وإلى جانب هذا الالتزام يرى الكاردينال بارولين أن هناك التزاما ضروريا آخر ألا وهو تحفيز السياسة على الانتباه إلى واقع العائلة واحتياجاتها من خلال تشريعات ملائمة.
هذا وكان السؤال الأخير الموجه إلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان حول جرح الاعتداءات الجنسية في ايرلندا، فأكد الكاردينال بارولين التأثر المستمر والعميق أمام هذه الظاهرة التي كان لها تأثير مدمر على شهادة الكنيسة. وذكّر بتشديد البابا فرنسيس على واجب والتزام القرب من الضحايا ومساعداتهم ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم. ثم أعرب أمين السر عن قناعته بأن الكنيسة في ايرلندا قد تعرفت على أخطائها وخطاياها، كما انها اتخذت سلسلة من الإجراءات التي يمكنها تفادي تكرار هذه الفظائع. وختم معربا عن الثقة في أن زيارة البابا فرنسيس إلى ايرلندا هي علامة رجاء، القدرة على الرجاء والثقة في قوة محبة الله المحرِّرة والمحوِّلة والمخلِّصة والتي تُختبر في العائلة.
إذاعة الفاتيكان