لمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهزة الأرضية المدمّرة التي ضربت مدينة نورشا الإيطالية وأوقعت عددا من القتلى والجرحى ناهيك عن الأضرار الجسيمة في المباني والممتلكات شاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أن يعبر للسكان المحليين عن تضامن البابا فرنسيس معهم وينقل لهم معانقة البابا. فقد احتفل نيافته بالقداس في الساحة المقابلة لبازيليك القديس بندكتس التي تخضع حاليا لأعمال الترميم. وفي عظته خلال الاحتفال الديني توجّه الكاردينال بارولين إلى أهالي نورشا قائلا لهم “إن البابا يود أن يشجعكم على استئناف المسيرة، وعدم الاستسلام إزاء الصعوبات بل يدعوكم للنظر برجاء إلى المستقبل”. وطلب من المؤمنين أن يضعوا ثقتهم بالرب ليحصلوا على الطاقة اللازمة ويقوموا بعملية إعادة الإعمار بإصرار وشجاعة. وقال نيافته إن واجهة البازيليك التي تضررت بسبب الزلزال تشكل رمزا لهذه الكارثة الطبيعية، وشدد على ضرورة أن توجّه الأنظار نحو العلى قبل المباشرة بأعمال الترميم وإعادة الإعمار واستعادة فرح الحياة.
واستند أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى القراءات التي تقترحها علينا الليتوجية ليتحدث بشكل مسهب عن المحبة تجاه الله والقريب على حد سواء. ودعا المؤمنين ليتأملوا بالرب ويعبدوه ويسجدوا له وشدد في الآن معا على أهمية أن يكون المؤمن منفتحا على مساعدة الأخوة، كي يكون فعلا شاهدا للمحبة. وأكد نيافته أن محبة الله هي شرط أساسي من أجل محبة القريب. بعدها ذكّر بارولين المؤمنين المشاركين في القداس بالفريسيين الذين يحدثنا عنهم الإنجيل الذين كانوا عاجزين على الانفتاح على ملء الحقيقة، وقد حاولوا أن يُحرجوا يسوع بأسئلتهم، فقد دعاهم الرب إلى عيش الإيمان من خلال أعمال الرحمة والطيبة والسخاء تجاه القريب المحتاج.
ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن هذا التعاضد السخي برز بنوع خاص في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة نورشا وأقاليم أخرى في وسط إيطاليا، وأشاد بإقدام العديد من الأشخاص على نكران الذات لمساعدة السكان المنكوبين، وجندوا طاقاتهم لمد يد المساعدة إلى كل محتاج. وفي ختام عظته توجه الكاردينال بارولين بالشكر إلى جهاز الدفاع المدني والمنظمات والهيئات الحكومية والسلطات المحلية والرعايا والمؤسسات الكنسية والرهبانية على الجهود التي بُذلت في هذا السياق.
إذاعة الفاتيكان