شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الكاردينال بارولين يفتتح مؤتمرا دوليا حول حماية الخليقة بمناسبة مرور 3 سنوات على صدور “كن مسبَّحًا”
الكاردينال بارولين يفتتح مؤتمرا دوليا حول حماية الخليقة بمناسبة مرور 3 سنوات على صدور “كن مسبَّحًا”
الكاردينال بارولين

الكاردينال بارولين يفتتح مؤتمرا دوليا حول حماية الخليقة بمناسبة مرور 3 سنوات على صدور “كن مسبَّحًا”

بدأت في الفاتيكان أعمال مؤتمر دولي يستمر لمدة يومين بعنوان المؤتمر “حماية البيت المشترك ومستقبل الحياة على الأرض” وذلك بمناسبة مرور 3 سنوات على صدور الرسالة العامة “كن مسبَّحًا” للبابا فرنسيس حول العناية بالخليقة. تنظم هذا الحدث الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة بالتعاون مع الحركة الكاثوليكية العالمية للمناخ، كاريتاس الدولية والتحالف الدولي لوكالات التنمية الكاثوليكية. هذا وافتُتح المؤتمر بمداخلة لأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حول أهمية الرسالة العامة “كن مسبَّحًا” اليوم، فشكر في البداية عميد الدائرة المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون على دعوته إلى افتتاح المؤتمر. ثم انتقل إلى الحديث عن الرسالة العامة للبابا فرنسيس، فذكَّر بما قوبلت به من استقبال جيد باعتبارها إسهاما قويا من أجل فهم أفضل ومواجهة أكثر فعالية لعدد من القضايا التي تشكل تحديات تواجه البشرية، وذلك على أساس مقاربة أكثر اتساعا وعمقا انطلاقا من الإيكولوجيا المتكاملة. وتابع أن البابا فرنسيس يذكِّرنا، وانطلاقا من الرؤية العلائقية وارتباط الأمور المختلفة، بأن الإنسان هو حارس الخليقة لا سيدها. هذا وأعطى الكاردينال بارولين بعض الأمثلة على الاهتمام بالرسالة العام على أصعدة مختلفة فأشار إلى اهتمام المجتمع العلمي وأيضا مؤمني الديانات المختلفة.

أراد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بعد ذلك تسليط الضوء على ثلاث نقاط تميز الرسالة العامة للأب الأقدس، أولها الحاجة العاجلة إلى دعوة البابا فرنسيس إلى العناية بيتنا المشترك، وهو ما تؤكده التحديات البيئية الحالية، أي أن “كن مسبَّحا” هي رد على التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية أي خطر انهيار البيت الذي يحفظنا نحن وجميع أشكال الحياة.

النقطة الثانية هي أهمية الرسالة العامة بفضل تأكيدها على الإيكولوجيا المتكاملة، وذكّر الكاردينال بارولين في سياق حديثه عن هذه النقطة بكلمات البابا الفخري بندكتس السادس عشر في الرسالة العامة “المحبة في الحقيقة”: “إن كتاب الطبيعة واحد لا يتجزأ” (51). أشار أمين السر بعد ذلك إلى حديث البابا فرنسيس في الرسالة العامة عن القديس فرنسيس الأسيزي باعتباره مثلا نموذجيا للاعتناء بما هو ضعيف ولإيكولوجيا متكاملة معاشة بفرح وأصالة، وأن القديس قد أظهر كيف يصعب الفصل بين الاهتمام بالطبيعة، والعدالة تجاه الفقراء، والالتزام في المجتمع، والسلام الداخلي (10).  وشدد الكاردينال بالتالي على أن كل شيء بالنسبة للبابا فرنسيس هو في ارتباط، وأن هناك رباطا وثيقا بين صرخة الأرض وصرخة الفقراء 49). شدد أمين السر بالتالي على ضرورة أن نلتزم جميعا، باعتبارنا أعضاء في البيت المشترك، من أجل حمايته، وذكّر بكلمات الأب الأقدس: “باستطاعتنا جميعًا التعاون كأدوات لله من أجل العناية بالخليقة، كلٌّ عبر ثقافته وخبرته الخاصة، وعبر مبادراته وقدراته الخاصة”. (14).

أما النقطة الثالثة المميِّزة للرسالة العامة حسب ما تابع الكارديال بارولين فهي إضافتها عمقا لأبعاد قضية الإيكولوجيا غالبا ما يغيب خلال مناقشة قضايا البيئة، حيث يقدم الأب الأقدس رؤية روحية للطبيعة حين يتحدث عن إنجيل الخليقة، وهو عنوان الفصل الثاني. أشار الكاردينال بارولين في هذا السياق إلى حديث البابا عن الإيمان الذي يمنح المسيحيين ومؤمني ديانات أخرى دوافع سامية للعناية بالطبيعة والأخوة والأخوات الأكثر ضعفا (64)، وأيضا إلى حديث قداسته انطلاقا من سفر التكوين عن أن الوجود البشري يقوم على ثلاث علاقات أساسية متّصلة ببعضها اتصالا وثيقا: العلاقة مع الله، ومع القريب ومع الأرض. (66). ذكّر أمين السر أيضا بكلمات البابا فرنسيس في بداية الرسالة العامة “إن العنف القاطن في القلب الإنساني المجروح بالخطيئة يَظهر أيضًا من خلال أعراض المرض التي نلاحظها في التربة وفي المياه وفي الهواء وفي الكائنات الحيّة”( 2).

هذا وتحدث الكاردينال بارولين بعد ذلك، وانطلاقا من العقيدة الكاثوليكية، عن كون الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله جزءا من الكون، مدعو إلى أن يفلحه ويحرسه، وهذا لا يعني الهيمنة والتدمير. ومن هذا المنطلق، تابع أمين السر، يمكن أن نفهم بسهولة اهتمام البابا فرنسيس بالفقراء وبالطبيعة، فهو لا يقدم النصائح كي نكون حذرين وعمليين، رغم التبعات العملية الهامة لرسالته، بل هو بالأخرى يذكِّرنا بأن الخليقة تحدد ثلاثة مستويات لعلاقات الشخص البشري، العلاقة مع الله الخالق، مع الأشخاص الآخرين في رباط الأخوّة، ومع العالم بيتنا. يذكِّرنا أيضا بالقضايا الأساسية في دعوتنا للمشاركة في عمل الله، وبالتالي بمسؤليتنا إزاء عمل الرب الذي لا يخفي وجهه في أي من أشكال الخليقة، الفقيرة أو الغنية، الطبيعية أو البشرية.

ثم ختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين كلمته الافتتاحية للمؤتمر المنظَّم تزامنا مع مرور ثلاث سنوات على صدور الرسالة العامة “كن مسبَّحَّا” معربا عن الرجاء أن يقود هذا اللقاء إلى وضع حطوط محددة ومشتركة للعمل من أجل الخليقة. وتابع مؤكدا إدراك الجميع بأن هذه مهمة طويلة ومتطلبة، ولكن لدينا، حسب ما ذكر، بوصلة جيدة في الرسالة العامة للبابا فرنسيس.

إذاعة الفاتيكان

عن ucip_Admin