تتعطش بيروت، التي ينهكها الجمود والفراغ المفروضين عليها، إلى فسحة ثقافية. وها هي الفسحة الفرنكوفونية السنوية ستنطلق مع “معرض الكتاب الفرنكوفوني” بنسخته الـ 22 في 24 تشرين الأول الجاري ويستمر إلى 1 تشرين الثاني المقبل في مركز الـ”بيال” في بيروت.
يحمل معرض الكتاب الفرنكوفوني في عنوانه راية “الكتاب الحر” كإشارة إلى قيم الفرنكوفونية والخيارات الإنسانية وشعاراتها، والتي يحاول البعض إلغاءها بكم الأفواه والقمع. فقد عرضت السفارة الفرنسية في لبنان والمعهد الثقافي الفرنسي ونقابة مستوردي الكتب اللبنانية في مؤتمر صحافي في المقر الرئيسي لبنك البحر الأبيض المتوسط “حصاد” هذا المعرض ونتاجه وما يقدم فيه، والذي سيجمع ما يقارب 160 كاتباً فرنكوفونياً منهم مجموعة مميزة من الأدباء اللبنانيين الفرنكوفونيين.
أعلن سفير فرنسا فرنسوا بون أن افتتاح المعرض سيكون في غاية الأهمية من خلال رعاية لبنانية فرنسية تتمثل برئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي، رجل فرنسا الثاني. وهنأ الحضور بفوز الكاتب اللبناني شريف مجدلاني بجائزة جان جيونو على عمله الأدبي القيم “فيلا النساء”. وجدد الموعد لجائزة غونكور-خيار الشرق” التي ينظمها سنوياً المكتب الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية الشرق الأوسط بدعم من أكاديمية غونكور والتي تعطي للشباب الجامعي فرصة اختيار كتابهم الأفضل، وهي ستنظم هذه السنة في المعرض في 30 تشرين الأول الجاري.
وبالنسبة الى مديرة التسويق في البحر الأبيض المتوسط (ميد) ديالا شقير، فإن المصرف يولي أهمية استثنائية لتعزيز الثقافة والفن، ويتمثل ذلك في دعم المعرض الذي سيوزع خلاله المصرف كتاباً مجانياًَ بعنوان “حديقتنا المثمرة في المتوسط” فضلاً عن تعداد مشاريع تربوية وثقافية عدة.
أما نائب رئيس نقابة مستوردي الكتب ميشال شويري فإن معرض الكتاب جاء هذه السنة بمثابة مقاومة ثقافية على رغم الوضع السياسي والاقتصادي الضاغط المحيط بنا. واعتبر أن الجدلية التي ينطلق منها المعرض تقارب واقعاً معيوشاً يحكي توقنا للكتاب الحر. وأثنى على مشاركة ما يقارب ـ160 كاتباً فرنكوفونياً منهم عدد لافت من الأدباء والكتاب اللبنانيين الذين هم مصدر فخر لنا”.
وفي روزنامة المعرض، موعد بلجيكي يتجدد مع كلمة سفيرها في لبنان كريستيان كلاجس. وقد اختارت بلجيكا أن تكرم رواد الرسوم المتحركة البلجيكيين الذين نشروا نتاجهم بين رواد النوع صغاراً كانوا أم كباراً. وشدد على انطلاقة هذه الرسوم من بلده في عام 1929 والتي تطورت تباعاً لتتوقف في مسيرتها عند تمايز الرسام البلجيكي إيرجيه، مخترع شخصية المراسل تان تان في مغامرات غزى من خلالها خيال العالم كله وعمم من خلالها الحق والنهايات السعيدة في كل حكاية.
ولسويسرا جناح خاص كالعادة تحدث عنه سفيرها في لبنان فرنسوا باراس. وشدد على التعاون مع جمعية الناشرين ومستوردي الكتب السويسرية في عروض عدة لنتاج ثقافي سخي لكتّاب سويسريين ومنشورات عدة تتناول قضايا ملحة.
وجدد المدير الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط إيرفيه سابوران الموعد مع نشاطات الوكالة التي تندرج “تحت لواء” قيم الفرنكوفونية والتبادل الثقافي وتنوع الثقافات بين الإنسان.
يذكر أن النشاطات تمجد دور الحرية في قطاعات عدة ولدى فئات عدة، شبابية، طالبية، بيئية، ثقافية وصحافية وبحثية من أجل الإنسان وكرامته ودور الكلمة الحرة من أجل غد أفضل.
النهار