تحدث رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا عن الصراعات المأساوية التي ما تزال تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ولفت إلى أن آخر الأنباء الواردة من اليمن تشير إلى أن الأوضاع الإنسانية في البلد العربي ما تزال كارثية، مذكراً بوجود أطفال يموتون من الجوع، فضلا عن النقص الحاد في مياه الشرب والأضرار الجسيمة التي ألحقها الصراع المسلح بالمنظومة الاقتصادية، وما يزيد الطين بلة صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى جزء كبير من السكان لاسيما أولئك العالقين في مناطق النزاع. ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن شهر أيلول سبتمبر الماضي كان الأخطر من حيث عدد الضحايا إذ أدت الحرب والأزمة الإنسانية إلى وفاة ثلاثة عشر شخصاً في اليوم الواحد. وشدد أيضا على أهمية تطبيق وقف لإطلاق النار، كما دعا مجلس الأمن الدولي في أكثر من مناسبة، مطالباً بوضع حدّ لمعاناة الشعب اليمني التي لا يمكن القبول بها. وفي هذا السياق تمنى أوزا أن يتوقف تدفق السلاح إلى المنطقة مذكراً بأن أسوأ أزمة إنسانية في العالم تحصل في المناطق التي تنتشر فيها الأسلحة والذخائر.
فيما يتعلق بالوضع السوري عبّر سيادته عن قلق الكرسي الرسولي البالغ إزاء ما يجري في هذا البلد لاسيما أمام التطورات الأخيرة في شمال البلاد وشرقها في إشارة إلى عملية “نبع السلام” التركية ضد الميليشيات الكردية. مع ذلك أشار إلى بصيص أمل جاء على أثر الخطوة المهمة المتمثلة في الإعلان عن أول اجتماع للجنة الدستورية، هذا الأربعاء في جنيف، والتي دُعيت إلى صياغة مسودة دستور جديد لسورية على أمل أن يعود السلام إلى بلد يعاني من الاقتتال منذ أكثر من ثماني سنوات. وذكّر أوزا في هذا السياق بنداءات البابا فرنسيس العديدة والداعية إلى توفير المساعدات الإنسانية، بطريقة آمنة وبدون أي عراقيل، إلى المدنيين السوريين الذين نزحوا عن ديارهم في شمال شرق سورية منذ بداية العملية العسكرية التركية مطلع شهر تشرين الأول أكتوبر الجاري، مع التشديد على أهمية احترام حقوق الإنسان الأساسية بالكامل، وصيانة الهوية العرقية وتفادي حدوث توترات جديدة وأوضاع ظلم.
على صعيد القضية الفلسطينية، وبعد مضي ثلاث سنوات على صدور قرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن المستوطنات الإسرائيلية، ذكّر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بأن تلك المستوطنات توسّعت وسط استمرار أعمال العنف، فيما يبدو أن التوصل إلى وحدة الصف الفلسطيني بات هدفاً بعيد المنال وذلك بانتظار انطلاق مفاوضات جدية وذي مصداقية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. ورأى المطران أوزا أن هذا السيناريو يؤثر على آفاق السلام الدائم وحل الدولتين. وما يزيد من حدة التوتر الخطاب المسيء والتهديدات والإرهاب والعنف، بما في ذلك استخدام القوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية. واعتبر أن الانقسام الحاصل وسط الفلسطينيين يجعل من استئناف الحوار ضرورةً ملحةً، كما أن عدم التوصل إلى تشكيل حكومة إسرائيلية يبعث على القلق.
في الختام تطرق الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط معرباً عن المخاوف إزاء اضطرار العديد من المسيحيين على الهجرة بحثا عن السلام والأمن. وأكد أن حضور الجماعات المسيحية في المنطقة أمر أساسي ولا بد أن تبذل الجماعة الدولية مزيدا من الجهود من أجل توفير الحماية لهؤلاء وذلك بغية دعم التنمية البشرية المتكاملة.
أخبار الفاتيكان