دعوة أعلن عنها الأب فادي تابت للاحتفال برتبة “خميس الغسل” بمشاركة “فناني لبنان” على مسرح جورج الخامس – أدونيس، جعلت الزميل فارس الجميّل يطلق حملة – صرخة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضاً لهذه الدعوة، معتبراً ان مكان اقامة الاحتفالات الدينية هو الكنيسة. ووجّه الجميّل كتاباً في هذا الصدد الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لوقف هذه “المسخرة”، كما سماها.
على الأثر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي رافضة اقامة هذه الرتبة الدينية على مسرح، وكأن الأمر دعوة الى مسرحية فنية، في ما تعتبر هذه الرتبة في زمن الصوم، وتحديداً في أسبوع الآلام، رمزاً لتواضع السيد المسيح، الذي غسل أرجل تلامذته. علماً ان أسبوع الآلام يعتبر ألاهم فيه، اذ انه من المناسبات الدينية المهمة لدى الطوائف المسيحية، وفيها تعبير عن درب الجلجلة التي عاشها السيد المسيح، وصولاً الى صلبه وقيامته.
اذاً، أسفرت الحملة على الحدث، الذي كان سيشارك فيه فنانون، وسينقل على كل شاشات التلفزة، الى وقفه، وخصوصأً انه لا “يتناسب” مع المناسبات الدينية التي تقام عادة في الكنائس.
يؤكد الجميّل لـ”النهار”انه لم يفتعل مشكلة مع الأب تابت ولا هو بصدد ذلك، لكن كل ما في الأمر “أنني لفتُ الكنيسة الى ما رآه كثيرون، جراء هذا الاعلان، في التعامل مع هذه المسألة الدينية البحتة، وخصوصاً اننا في زمن الصوم، وهذه الرتبة من الأهم في مراحل صلب السيد المسيح وقيامته”. وثمة تأكيد ان الاحتفالات الدينية مكانها في الكنيسة، “واذا كنا سنسلم في اقامة الاحتفالات الدينية خارج الكنيسة فهذا يدل على رسالة سيئة توجّه الى المؤمنين لعدم الحضور الى الكنيسة”.
العمل أوقف، هذا ما أكده النائب العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا في اتصال لـ”النهار”، مؤكداً ان هذا الأمر تدبير رعوي كنسي “اتخذ بالاتفاق مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. لن نخوض في التفاصيل. يمكن ان تكون المبادرة جميلة ولها طابع شعري فني، لكنها فاجأتنا، فهي ليست رعوية، ولا تنسجم مع تطلعاتنا الرعوية ككل، كما ان الأمور لا تحصل في هذا الشكل في الرعية”. وعن قبول الكنيسة الاحتفال بالرتبة على خشبة مسرح، يقول روحانا: “في زمن الصوم، نحن نأخذ أسبوع الآلام ككل ولا نأخذ احتفالاً واحداً كغسل الأرجل ونميّزه عن بقية الاحتفالات، وخصوصاً ان اسبوع الآلام يعيشه المؤمنون جميعاً في الكنيسة كرعية واحدة، علماً ان تحويل العمل الليتورجي عملاً فنياً في حاجة الى اذن من السلطة الكنسية”.
الأب فادي تابت اذاً لم يأخذ اذناً من المطرانية التي يتبع لها ولا حتى من البطريركية. وحاولت “النهار” الاتصال به للوقوف على رأيه في العمل الذي كان سينظمه، لكونه المعني الأول، لكنه دائماً كان يجيب بانه في اجتماع!
النهار