متحف التاريخ الطبيعي في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية – الفرع الثاني في الفنار، امتداد للمتحف الذي أسّسه الرئيس السابق للجامعة الدكتور جورج طعمه في كلية العلوم في الحدت. بعد عملية تخريب طالت الأخير، نُقل ما “نجا” من المحتويات إلى الفنار عام 1984 في متحف للتاريخ الطبيعي. في هذا المتحف مجموعات كبيرة من المتحجّرات هي الأكبر في لبنان وتغطي الأراضي اللبنانية كلها، وثمة مجموعات للحشرات وأيضاً هي الأكبر في لبنان: 80 % من الحشرات الموجودة في لبنان. وتنتمي النماذج في المتحف إلى مختلف المجالات: الجيولوجيا، علم المتحجّرات، علم الحشرات، علم الأصداف، علم النبات، الزواحف…
هذا المتحف لم تكن له يوماً موازنة خاصة به، وفق ما قالت رئيسة قسم العلوم الطبيعية الدكتورة ريتا قزي في احتفال في الفرع الثاني لكلية العلوم، بعنوان “دور الجامعة اللبنانية في الحفاظ على الإرث الطبيعي، متحف التاريخ الطبيعي في كلية العلوم – الفنار: تاريخ وآفاق”.
مدير الفرع الثاني الدكتور شوقي صليبا لخّص دور المتحف في نشر الثقافة البيئية، ورأى أنه لا يستطيع أن يستمر ويتطور إلا بدعم من وزارة الثقافة. وعرضت الدكتورة نجلا زيدان ما يضم المتحف، مطالبة بإدارة ملائمة للمتحف لصيانة محتوياته.
في العالم اليوم 1004 متاحف طبيعية، كما قال الدكتور داني عازار. في مصر متحفان، في ليبيا متحف، للعراق والأردن وقطر متحف، لإيران 7 متاحف، موضحاً أن كلفة إنشاء متحف للتاريخ الطبيعي لا تتعدى الـ50 مليون دولار.
واقترح عميد كلية العلوم الدكتور حسن زين الدين “تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الثقافة وباحثين في الكلية تضع الأسس والآليات التنظيمية للحفاظ على إرثنا الطبيعي الذي هو ملك الشعب اللبناني، كما تضع الآليات لتفعيل عمل متحف التاريخ الطبيعي ومعشب جورج وهنرييت طعمه”، داعياً إلى قرار سياسي يجعلهما مركز استقطاب سياحي عبر إعلانهما متحفاً وطنياً.
وقال: “نطلب من الدولة تسهيل أمور الجامعة عبر ترك شؤونها لأهلها ومجلسها بعد تحديث القوانين والأنظمة الناظمة لعملها، وعبر إشراك أهل الجامعة في إعداد الدراسات المهيئة لإصدار القوانين في مختلف نواحي حياتنا، ومنها ما يتعلق بحماية البيئة والتراث”.
ورأى الدكتور جورج طعمه ضرورة الحفاظ على التراث العلمي داخل لبنان، مذكّراً بالجهود التي بذلت أثناء الحرب الأهلية لإصدار مرسوم يمنع أن يخرج من لبنان أي شيء يتعلق بالتراث الثقافي العلمي، ثم ألغي هذا المرسوم.
أما رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين فـ”حمّل” وزير الثقافة روني عريجي “رسالة” إلى مجلس الوزراء تتعلق بموازنة الجامعة، قائلاً: “حتى الآن لم تصدر موازنة 2015، ننفق على القاعدة الاثني عشرية، موازنة 2005 التي كانت 150 مليار ليرة، أما اليوم فموازنة الجامعة تصل إلى 350 ملياراً. كيف يدبّر الأمر رئيس الجامعة ومجلسها؟ منذ 3 أشهر ونحن نرسل الموازنة وترد إلينا مرات ومرات، وناقشنا مراراً ومراراً ورفعنا الموازنة، وكان الجواب عودوا وناقشوا موازنتكم. للمرة الأولى في تاريخ الجامعة اللبنانية تعاد إلينا الموازنة مرّات ومرّات. نحن وبشهادة ديوان المحاسبة أوقفنا الهدر، مع العلم أن الجامعة لا يمكن أن تهدر لأنها لا تشتغل بالطرق والتلزيمات، بل بالمختبرات العلمية والبحثية، فكفى أن تبقى موازنة الجامعة موازنة رواتب. وإلا فلتفتح الجامعة باب التمويل والهبات لمشاريع تحت إشراف الدولة”. ووعد عريجي بإيصال “الرسالة” إلى مجلس الوزراء، وقال: “هذه هي الجامعة اللبنانية التي نعتزّ بمسيرتها ودورها في جمع شباب لبنان بتنوع مناطقه ومشاربه، وبديموقراطية التعليم وبمجانيته وبمستواه الأكاديمي العالي وبالقيمة المضافة لشهادة التخرج. إننا مدعوون، كمسؤولين، إلى دعم الجامعة اللبنانية بالوسائل كلها وعلى المستويات كلها لتبقى صرحاً للمعرفة… احتفالنا بمتحف التاريخ الطبيعي اتكاء مباشر على أهمية البحث الطبيعي الذي تنتهجه الجامعة”.
ثم أطلق اسم الدكتور هاني عبد النور على قاعة رئيسية من قاعات المتحف، وكانت جولة في أرجائه.
ماريا الهاشم / النهار