التقى قداسة البابا فرنسيس وكعادته خلال رحلة العودة إلى روما مع الصحافيين على متن الطائرة التي عادت به إلى روما من الإمارات العربية المتحدة، وتطرق المؤتمر الصحفي إلى مواضيع عديدة.
شكر الأب الأقدس في بداية المؤتمر الصحفي على الطائرة عائدا من أبو ظبي الصحافيين على مرافقتهم إياه ثم وصف زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة بخبرة كبيرة رغم قصرها. وعلى سؤال حول انطباعه عن هذا البلد تحدث الأب الأقدس عن العصرية الواضحة وعن استقبال الإمارات لشعوب عديدة، مضيفا أنه بلد يتطلع إلى المستقبل وقد لمس فيه قداسته انفتاحا وذلك على الصعيد الديني أيضا. وحين سُئل قداسته عن النزاع في اليمن أجاب متحدثا عن لمسه الرغبة في إطلاق مسيرات سلام.
أما في حديثه عن وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك والتي وقعها البابا فرنسيس والإمام الطيب شيخ الأزهر، فقال الحبر الأعظم إن هذه الوثيقة قد أُعدت بكثير من التأمل ومع الصلاة من أجل النجاح في إصدارها، وذلك أمام ما يعتبره البابا خطرا كبيرا في هذه المرحلة ألا وهو الدمار والحرب والكراهة فيما بيننا. وتابع قداسته أننا نحن المؤمنين إن لم نكن قادرين على مد اليد أحدنا للآخر والتعانق والصلاة فسيُهزم إيماننا. وتابع الأب الأقدس أن الوثيقة تنبع من الإيمان بالله أب الجميع وأب السلام، وتدين التدمير والإرهاب. هذا وأراد قداسته التشديد على أن الوثيقة الموقَّعة ومن وجهة النظر الكاثوليكية لا تحيد حتى ملليمترا واحدا عن المجمع الفاتيكاني الثاني، وتابع أن الوثيقة تشكل خطوة إلى الأمام تنطلق من المجمع الذي يجب أن يتطور، وأضاف أننا نتحدث عن مسيرة، والمسيرات تنضج مع مرور الوقت. وأشار في هذا السياق أحد الصحافيين إلى زيارة الأب الأقدس المرتقبة إلى بلد مسلم آخر أي المغرب، وقال قداسته إنه كان يريد التوجه إلى مراكش للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول الهجرة لكنه لم يتمكن من ذلك، وبالتالي تَقرر تأجيل الزيارة والتي تأتي على خطى البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي كان أول حبر أعظم يزور هذا البلد.
تلَقى البابا بعد ذلك سؤالا عن طلب الرئيس مادورو وساطة الفاتيكان لحل الأزمة الحالية في فنزويلا، وأجاب قداسته أنه علم بالرسالة التي بعثها مادورو لكنه لم يقرأها بعد وأضاف أن الوساطة تتطلب رغبة الطرفين، لكنه أكد استعداد الكرسي الرسولي للمساعدة على حل الأزمة.
أحاب البابا أيضا على سؤال حول لقائه مجلس حكماء المسلمين، وقال إن أعضاء المجلس تحدثوا عن الحكمة والوفاء وعن مسيرة الحياة التي تنمو فيها تلك الحكمة ويقوى فيها الوفاء. ومن هنا تولد الصداقة بين الشعوب، تابع الأب الأقدس، وهذا ما يقود إلى بناء السلام الذي هو ثمرة الحكمة والوفاء. وأضاف قداسته أنه شعر بوجوده بالفعل وسط حكماء.
هذا وذكّرت إحدى الصحافيات بحديث شيخ الأزهر عن الإسلاموفوبيا بينما لم يتحدث البابا، حسب كلمات الصحافية، عن معاداة المسيحيين أو اضطهادهم، فأجاب الأب الأقدس إنه تحدث عن اضطهاد المسيحين لا في تلم اللحظة ذاتها ولكن هذا ما يتحدث عنه بشكل متكرر، كما أن الوثيقة في حد ذاتها تدين العنف وهناك مجموعات تعتبر نفسها إسلامية تضطهد المسيحيين.
سؤال آخر وُجه إلى الأب الأقدس كان حول ما نشرت المجلة النسائية التابعة لجريدة أوسيرفاتوري رومانو عن تعرض مكرَّسات إلى تعديات داخل الكنيسة، وقال قداسته إن هذه مشكلة الفعل وأضاف أنه قد تم إبعاد مَن ارتكب مثل هذه الأفعال وهناك الرغبة في مواجهة هذا الأمر، وأشاد في هذا السياق بشجاعة البابا الفخري بندكتس السادس عشر الذي فعل الكثير في هذا المجال.
أخبار الفاتيكان