تستقبل الأبرشيات و المزارات و الأديرة و المؤسسات الدينية الأخرى في إيطاليا ما يقرب من 27000 مهاجر و لاجئ، و ذلك وفقاً لصحيفة الفاتيكان لوزرفاتوري رومانو.
و قد ارتفع العدد من 23000 في أيلول الماضي، بعد طلب البابا فرنسيس من كل رعية في أوروبا أن تستقبل عائلة واحدة من اللاجئين على الأقل.
ذكرت الصحيفة أن أكثر من 6000 مهاجر سيحضرون إلى ساحة القديس بطرس يوم الأحد لحضور صلاة التبشير الملائكي في يوم 17 كانون الثاني، اليوم العالمي للمهاجر و اللاجئ.
و قالت خدمة معلومات الفاتيكان يوم الخميس أن اثنتين من الأبرشيات في الفاتيكان، القديسة آنا و القديس بطرس، قد استجابوا بشكل فوري للنداء الذي أطلقه البابا في 6 أيلول. استضافت رعية القديسة آنا في بورغو عائلة سورية مكونة من زوجين و طفليهما. بينما استضافت رعية القديس بطرس في شقة كبيرة في منطقة فيا غريغوريو السابع عائلة أريترية مؤلفة من أم و خمسة أطفال، ثلاثة معها، بينما لازال اثنين منهم في مخيم للاجئين في إثيوبيا، و تعمل جماعة سانت إيجيديو لجمع شمل الأسرة في نهاية الشهر أو في غضون بضعة أسابيع. يبلغ عمر الطفل الأصغر بضعة أشهر فقط، و قد ولد في النرويج حيث كانت العائلة، و من حيث أعيد إرسالهم إلى إيطاليا وفق اتفاقية دبلن. و تتشارك العائلة الشقة مع صديقة لهم و ابنها الصغير.
و تأتي أخبار انفتاح الكنيسة مع استمرار الجدل حول تقارير الاعتداءات الجنسية المزعوم تنفيذها من قبل رجال من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ضد إناث أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة في كولونيا، ألمانيا.
أدان الكاردينال راينهارد ماركس رئيس أساقفة ميونيخ و فريسينغ و رئيس المؤتمر الألماني للأساقفة الكاثوليك هذه الهجمات في بيان صحفي في 8 كانون الثاني و دعا إلى المزيد من اليقظة في المستقبل.
و قال الكاردينال:”إن التجاوزات في كولونيا و غيرها من المدن الكبيرة تبعث على القلق حول مجتمعنا و لا يمكننا التسامح فيها أبداً. إننا بحاجة إلى معلومات دقيقة و استجابة واضحة من السلطات”.
قامت وكالة رويترز في كانون الأول باستطلاع شمل المؤسسات الكاثوليكية في جميع أنحاء أوروبا لبحث أوضاع اللاجئين. قامت إحدى الأبرشيات الكاثوليكية في ألمانيا بإزالة مقاعدها لإفساح المجال للاجئين، بينما قام الرهبان الفرنسيسكان قرب روما باستقبال عائلة في ديرهم في التلال.
و قالت رويترز أنه في السنة التي شهدت الآلاف من المهاجرين الفارين إلى أوروبا من الحرب الأهلية السورية و المناطق المضطربة الأخرى في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا، أتت الاستجابة على نداءات البابا بطرق مختلفة.
فتحت بعض المناطق ذراعيها لكن بلامبالاة و بيروقراطية و خوف و كراهية تجاه الأجانب خاصة بعد الهجوم الذي شنّه المتشددون الإسلاميون في باريس الشهر الماضي و الذي راح ضحيته 130 قتيل.
قامت رعية القديس بندكت في مدينة بريمن الساحلية الشمالية بإزالة المقاعد و تحويل الكنيسة إلى مأوى مؤقت للاجئين.
و قال أحد كهنتها:”إنه واجبنا. لا يمكننا أن ننشد أناشيد العيد حول فتح الأبواب أمام المحتاجين، و في الوقت نفسه لا نسمح لأي شخص بالدخول”.
بينما كان عدد من الأساقفة الكاثوليك، لاسيما في أوروبا الشرقية، أكثر حذراً من الآثار الطويلة الأمد التي سيتركها المهاجرون، و معظمهم من المسلمين، على الثقافة المحلية.
و قال الأسقف بيوتر ليبرا من بلوك، بولندا:”إننا لا نكنّ الكره للأجانب و لا نعمد على عدم استضافتهم. بل نتخذ القرار الحكيم. إن أدخلت غريباً إلى منزلك، الذي أنهيت بناءه للتو، هذا المنزل الصغير الهش، قد توقع نفسك في الكثير من المتاعب”.
دعا البابا فرنسيس القادة الأوروبيين إلى عدم إدارة ظهرهم إلى اللاجئين و المهاجرين بالرغم من التحديات الثقافية و الأمنية المرتبطة بوصولهم.
أليتيا