ترأس راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، قداسا احتفاليا بميلاد السيد المسيح، في “قاعة عصام فارس” في المدرسة الوطنية الارثوذكسية في الشيخ طابا – عكار، عاونه لفيف من الكهنة، في حضور النائب نضال طعمة مدير المدرسة ومسؤولي الاقاسم التربوية وافراد الهيئتين التعليمية والادارية.
منصور
بعد الانجيل المقدس، القى المطران منصور عظة، تحدث فيها عن معاني عيد الميلاد، وقال: “هذه المناسبة العظيمة التي تقربنا أكثر من الله تعالى، الله الكلمة، نور العالم. فالكلمة في ايماننا المسيحي ليست فقط هي الكلمة التي تلقى للانبياء، وليست فقط التعاليم الاخلاقية الملقاة عبر العصور للبشر لاصلاح طرقهم وذواتهم. الكلمة الالهية ليست فقط شيئا دينيا يختص بناحية معينة من النواحي الايمانية، لا بل الكلمة الالهية تشمل كل حياتنا، ذهابنا وايابنا، نومنا واستيقاظنا. كل شيء طبيعي عند الانسان انما هو صائر بالكلمة الالهية، وهذا ما يقول لنا عنه الانجيلي يوحنا: ان كل شيء به صار وبغيره لم يصر شيء. وما يستشف خلال الاعياد والقراءات عن الكلمة الالهية، ان الاباء القديسين المأخوذين بالحياة مع ربنا يسوع المسيح على ما يقوله الرسول بولس: لست انا احيا بل المسيح يحيا فيا”.
ودعا المطران منصور المعلمين والمربين الى ان “يتمثلوا بحياة السيد المسيح “المعلم”، ويكونوا كالاباء العظماء الذين نسميهم في الكنيسة “الاقمار الثلاثة” لان فعل التربية ليس هو فقط علما نظريا نعطيه، بل فيه من التربية والابوة الشيء الكثير، والانسان المعلم يستطيع ان يفتح مجالات امام الطالب الذي يلده علميا ويلج ابوابا كثيرة من العلم، وعلى هذا الاساس بنيت هذه المدرسة كما ارادها المثلث الرحمة المطران الراحل بولس بندلي، ونريد لها ان تكون على مثال مجتمع الكنيسة الذي جعل الله فيه رسلا اولا وثانيا انبياء وثالثا معلمين، يفيدون الطلاب بكل مناحي الايمان والعلم والحياة. نحن مدرسة تعلم الناس ان كل شيء في الدنيا مبارك ومعطى من الله بالمحبة الكثيرة الغزيرة، قادرون على بناء اجيال من الابناء اصحاب علم ومعرفة وعلى قدر كبير من الايمان، المكانة الحقيقية للعلم والنور الحقيقي، وهذا الفرح الخارج من قلب كل واحد منكم، وهذا ما نرجوه”.
وفي ختام القداس اقيمت مأدبة محبة.
وطنية