في ظل الفوضى العارمة التي تعتري المواقع الإلكترونية الإخبارية لا سيما في الفترة الأخيرة والأحداث العاصفة في لبنان من معركة عرسال الى فيديوات “داعش”، عقد أول من أمس اجتماع في وزارة الإعلام دعا اليه رئيس “المجلس الوطني للإعلام” عبد الهادي محفوظ وحضره رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية التي وصل عددها الى 100. إنّه اللقاء الأول بين الطرفين يهدف «إلى تبادل الآراء» والبحث في إمكانية الوصول الى «ثوابت إعلامية في القطاع الإلكتروني» كما أكد محفوظ.
القضايا الراهنة كانت محط النقاش، خصوصاً مسألة التداول السريع للشائعات والصور المسيئة كقطع الرؤوس وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية. من هنا، كان الاتفاق على الإلتزام بـ “الموضوعية وبالأمانة الإعلامية (..) وتنقية الممارسة الإعلامية من ثقافة الفتن”. الموضوع الأمني كان حاضراً بقوة ربطاً بأحداث عرسال. فقد شدد الإجتماع الإعلامي التشاوري على نشر الأخبار الصادرة عن المؤسسة العسكرية. وفي النقاش، تم التمييز بين المواقع الإلكترونية المعروفة وبين مواقع التواصل الإجتماعي التي “تعتمد على لغة بعيدة عن الأخلاقية الإعلامية” على حد تعبير محفوظ.
في جوجلة للأفكار وبانتظار إقرار القانون الجديد للإعلام الذي يشرع العمل الإلكتروني ويضبطه، تداول المجتمعون مسألة تشكيل هيئة لمكافحة الشائعات واستحداث رقم خاص لتكذيبها. وكان تشديد من جانب رؤساء التحرير على التأكد من صحة الأخبار قبل نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.
لا شك في أنّ هذا الإجتماع الذي ستليه لقاءات أخرى، أعاد الإعتبار إلى هذه المواقع ودورها في التأثير على الرأي العام وضرورة قوننتها. ومن هنا، عبّر “المجلس الوطني للإعلام” عن إرادته بـ “حماية” هذه المواقع حتى بعد تشريع القانون الجديد واعتبارها قطاعاً هاماً “وواعداً”.
الأخبار