في بيان لبطريركية الروم الأرثوذكس أن المجمع الأنطاكي المقدس انعقد برئاسة البطريرك يوحنا العاشر في دورته العادية السادسة من السادس الى الثامن من تشرين الأول في دير سيدة البلمند في حضور مطارنة من لبنان ودول الانتشار.
وبدأ الاجتماع بعرض واقع الأبرشيات وضرورات العمل الإغاثي. ثم عرض الآباء التقارير المرفوعة إليهم عن العمل التحضيري للمجمع الأرثوذكسي الكبير، وقرروا قبول الوثيقة المختصة بـ”علاقات الكنيسة الأرثوذكسية بالعالم المسيحي” والوثيقة المختصة بـ”مساهمة الكنيسة الأرثوذكسية في تحقيق المبادىء المسيحية حول السلام والحرية والأخوَّة والمحبة بين الشعوب، وفي إزالة التمييز العنصري وذلك مع بعض الإضافات”. وأكدوا “الموقف الأرثوذكسي المستقر منذ بدء العمل التحضيري للمجمع بضرورة مراعاة مبدأ الإجماع سواء في الدعوة إلى المجمع أو في النصاب (الحضور) أو في اتخاذ القرارات”.
وعرض الآباء واقع أبرشية زحلة وبعلبك ، واستمعوا بناء على تكليف البطريرك، إلى تقرير المعتمد البطريركي المطران باسيليوس منصور متروبوليت عكار وتوابعها. وتداولوا كذلك ما أعلمهم به البطريرك يوحنا العاشر عن أجواء استقباله وفوداً من أبناء زحلة واستماعه
اليها.
وبعد التداول وتدارس رغبات أبناء الأبرشية من كل الأطياف، انتخب الآباء قدس الأرشمندريت يونان الصوري متروبوليتا على زحلة وبعلبك وتوابعهما، مصلين ليهب الله المتروبوليت اسبيريدون خوري العمر المديد وموجهين الشكر إلى المعتمد البطريركي المطران باسيليوس منصور.
وتوقف الآباء عند “آلام الشعب السوري المتفاقمة منذ سنوات، ولا سيما معاناة المهجرين الذين يخاطرون بحياتهم هرباً من الحرب والإرهاب، وسعيا وراء حياة أفضل لهم ولأبنائهم، مصلين أن يخفف الله آلامهم”. وشددوا على “ضرورة إحلال السلام في الشرق وفي سوريا بخاصة لأن السلام هو الكفيل في منع إفراغ هذا الشرق المعذب من أبنائه”.
وجدد الآباء “دعوتهم أبناءهم إلى التجذر في أرضهم وبيوتهم ليشهدوا فيها للمسيح القائم والمنتصر على الموت”، مكررين “دعوتهم إلى ترسيخ قيم المحبة والسلام في ربوع سوريا والشرق”. كذلك دعوا العالم والمنظمات الدولية إلى النظر بجدية إلى قضية مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي التي يتغاضى الجميع عنها والتي أمست عنوانا لمعاناة هذا المشرق الذي يقاسي ويلات الحروب خطفا وتهجيرا
وقتلاً”.
ورحبوا بـ”الحوار بين الأفرقاء السياسيين في لبنان والذي نأمل في أن يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن انتظام العمل المؤسساتي فيه ويعيد إليه دوره ومكانته بين دول العالم”، مناشدين “النواب أن يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال”، وداعين الحكومة إلى أن “تنصرف إلى تأمين مستلزمات العيش الحيوية للشعب الذي يعاني على المستويين الاجتماعي والاقتصادي وتدهور الخدمات المعيشية الأساسية”.
وشددوا على “ضرورة احترام الحريات العامة التي يكفلها الدستور ولا سيما منها حرية التعبير التي لطالما ميزت لبنان”، وصلـّوا من أجل العراق واليمن وليبيا وكل البلاد العربية، ضارعين إلى الله “أن يقيمها في السلام والطمأنينة”.
واستنكروا “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من آلام”، مناشدين العالم “إيجاد حل سريع وعادل للقضية الفلسطينية المحقة”.
النهار