خاص “ليبانون ديبايت” – لارا الهاشم:
مع حلول شهر ايلول من كل عام، عودتنا المحطات المحلية على تقديم شبكة برامج جديدة تشكل مادة تنافسية فيما بينها. تتسابق المحطات على تقديم افضل الافكار لاستقطاب الشرائح الاجتماعية كافة بما يرضي كل الاذواق. من الناس من تستهويه البرامج الترفيهية ومنهم من يتنظر الدراما فيما باتت قلة قليلة تتسمر امام الشاشات في انتظار برنامج تثقيفي، ليبقى رهان المشاهدين على اختلاف اذواقهم ،على الشاشة التي ستقدم الفكرة الاحدث والاكثر تميزا والاضخم انتاجا.
فشهر ايلول هو نهاية الصيف وبداية الخريف والتحضير لعودة المدارس. اذا هي فرصة الشاشات لاسترجاع مشاهديها المنشغلين بالعطل الصيفية والسفر والاصطياف واللهو وهي فرصة لسحر من يفضلون التزام المنازل في عز الشتاء والبرد.
لكن ايلول هذا العام اختلف عن السنوات الماضية، فقد جرت الرياح على عكس ما تشتهيه سفن المحطات فغيرت بدورها عاداتها وتأخرت في اعلان شبكة برامجها الجديدة التي تنقسم الى جزئين: جزء قديم بموسمه الجديد وجزء اخر يحمل افكارا جديدة، بدأ اطلاقها تدريجيا.
بدء بشبكة برامج mtv الجديدة، باشرت المحطة يوم الجمعة بعرض برنامج “آرب كاستينغ” لاول مرة وذلك تزامنا مع محطتين عربيتين، اما السبت فسيقدم بيار رباط برنامج ” منا وبالجر” النقدي المنسوخ عن برنامج فرنسي بحسب معلومات ليبانون ديبايت ، فيما سيحل ايام الاحاد برنامج “ديو المشاهير” على ال mtv بعدما عرض سابقا على شاشة ال lbci. اما طوني خليفة فسيستعيد موقعه ابتداء من الاثنين 19 تشرين الاول في برنامج 1544 على ان يتم الابقاء على برامج “هيدا حكي” الذي انطلق مجددا في تشرين الاول و “بموضوعية” ومسلسل “العشق الاسود”. اما السنة الجديدة فستكون على موعد مع برنامج “الرقص مع المشاهير” فيما تدرس المحطة فكرة برنامج ستقدمه مايا دياب.
محطة ال otv وعلى الرغم من تأخرها هي ايضا الا انها سبقت غيرها، اذ بدأت باطلاق برامجها تدريجيا منذ اسبوعين بما فيها “لاقونا عالساحة” على ان تكتمل الشبكة الجديدة التي ستتضمن افكارا جديدة وقديمة ، خلال عشرة ايام. فيما تدرس المحطة ثلاثة خيارات لانتاج فكرة جديدة تحل مكان ” حرتقجي” الذي كان يقدمه هشام حداد، بحسب مدير البرامج باتريك باسيل.
اما ال lbci التي عودتنا على باقة جديدة على مدى الاعوام، بدأت هي ايضا باطلاق شبكتها تدريجيا لكنها تركز هذا العام على الافكار المحلية ذات التنفيذ المحلي التي تبدو اكثر جاذبية وهذا ما دفعها الى الاستغناء عن “ديو المشاهير” الذي كان يفترض اشراك اجانب بسبب كلفة انتاجه الباهظة.
يقول المستشار في البرامج في ال lbci طوني كرم ان المحطة ستحافظ على بعض برامجها القديمة “كاحمر بالخط العريض” و “كلام الناس “و “حكي جالس”، كما يعد المشاهدين ببرامج جديدة على دفعات بعد ان تم اطلاق ” لهون وبس” والدراما اللبنانية “ذات ليلة” التي تشكل اساسا بالنسبة للمحطة، يترك قسم منها لكانون الثاني . الا ان تحديد تواريخ اطلاق البرامج فيبقى مرتبطا بحال الارض.
لكن وعلى عكس زميلاتها، تبدو شبكة برامج الجديد غير واضحة وغير مكتملة حتى الساعة، اذ اكتفت مديرة البرامج في المحطة تانيا وازن بالقول ” الجديد مأخّرة بس مكترا”.
يجمع باسيل وكرم على ارتباط تأخير البرمجة بشكل مباشر بعاملين: اولا بالوضع السياسي الراهن والتحركات الشعبية والمطلبية التي سرقت الاضواء من خلال النقل المباشر، وثانيا بالوضع المالي للمؤسسات الاعلامية في ظل تراجع سوق الاعلانات المستمر.
ولكن، وان كانت البرمجة المرتقبة مرتبطة بتطورات المرحلة السياسية الا ان المحطات لا تزال تعوّل على عنصر المفاجأة والتشويق من خلال التكتم على برامجها المقبلة علّها تحقق اعلى نسبة مشاهدة ومعها اعلى نسبة اعلانات . في هذا الاطار تطرح اوساط مطلعة في المجال اسئلة حول مصير مشروع المحطات المشترك مع اصحاب الكابلات، بعد ان دخل مرحلة الجمود منذ بضع اسابيع، وتسأل ان كان ذلك مرتبطا بتلقي بعض المحطات جرعات دعم مالية انقظتها من الشلل الاعلاني وخدَرتها؟