كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
قال أحد خبراء علم النفس في لبنان إنّ التبعية العمياء من قبل بعض اللبنانيين لبعض الزعماء، ستسمح للذين يقودون بعض الأحزاب والتيّارات بطرح فكرة تحنيط الزعيم ووضع جثمانه بعد عمرٍ طويلٍ على منصةٍ متحركةٍ يتنقلون به من مكان إلى آخر كي يبقى ملهماً للجماهير.
وأكد هذا الخبير أن الحال النفسية التي يعيشها هؤلاء تسمح بتسويق فكرة كهذه وتنفيذها والدفاع عنها، فهؤلاء تطوّرت تجاههم عملية غسل الأدمغة فأضحوا جميعاً كبعضهم البعض، فالمتخرج من أرقى جامعات العالم هو في تفكيره السياسي مشابه للجاهل والأميّ في هذا الحزب أو ذاك التيار وأضحت ممارسته المهنة التي يقوم بها كناية عن عادةٍ في معظم الأحوال.
وقال هذا الخبير في علم النفس إن من هو مقتنع أن الانهيار هو إنجاز وأن الفشل هو نجاح وأن الهزيمة هي انتصار وأن العزلة هي انفتاح وأن التخلّف هو حضارة، لن يصعب إقناعه بأن جثة زعيمه المحنّطة تواصل الحديث معه وترشده وتلهمه، وهم يستمدّون من التجربة الشيوعية مثالاً لذلك، فقد حنّط الشيوعيون جثة لينين وجعلوا منها محجة لهم.
لقد اشتهر الفراعنة بالتحنيط وأُطلقت على المحنّطين تسمية المومياء، وقد أراد المصريون القدامى الاحتفاظ بأجساد الفرعون وغيره سليمةً كما هي ولذلك ابتكروا التحنيط، وربما اعتقدوا أيضاً أن الروح ستعود يوماً إلى الجسد الذي يفترض أن يبقى كما هو غير متحلل كي يستقبلها مجدداً، وفي أيامنا هذه هناك بالتأكيد في لبنان من يتبنّى هذه النظرية إلى درجة أنه يرغب في إحياء العظام وهي رميم.
يحتاج فهم السياسة في لبنان وتصرف اللبنانيين أصحاب الولاء الأعمى إزاءها ومع زعمائها إلى أكثر من دراسةٍ وتحليلٍ نفسي فربما ينطبق على هؤلاء الكثير من النظريات التي تدلّ على توجهات أقل ما يقال فيها إنها تبتعد عن المنطق وعن المسار السليم لبناء بلدٍ ودولةٍ وأولاها متلازمة استوكهولم التي تجعل حتى من الأحياء محنّطين بالخوف ممن يأسرهم ويعذبهم فيتّجهون للدفاع عنه كي يكفّ المزيد من الشرور عنهم وهو بالتأكيد لن يفعل.