كيف يقرأ الأمين العام لرابطة المدارس الإنجيلية في لبنان نبيل قسطه تأثير واقع الإفادات على التلامذة والمدارس؟ وهل ثمة زيادة على الأقساط هذه السنة في المدارس الانجيلية؟
تنطلق المدارس الإنجيلية الـ35 الموزّعة على المحافظات اللبنانية كافة في سنتها الدراسية 2014- 2015 قبل نهاية الشهر الجاري. وتشهد المدارس الإنجيلية سنة تلو الأخرى، إقبالاً ملحوظاً عليها، وفق تاكيد قسطه، “إذ يُقدّر عدد تلامذتها بنحو 18 الف تلميذ، لا سيّما وأن بعضاً من هذه المدارس يستقبل تلامذة من ذوي الحاجات الخاصة إيماناً منها بالدمج التربوي”.
في موضوع الأقساط الذي يُنهك جيوب الأهل كل سنة مع الزيادة الحتمية عليها، بشّر قسطه عبر “النهار”، أن المدارس الإنجيلية قرّرت هذه السنة زيادة متواضعة على أقساطها، وذلك بالتنسيق مع لجان الأهل. ويقول: “تراوح هذه الزيادة بين 200 و300 الف ليرة على قسط التلميذ”، موضّحاً أن الزيادة نقرّها مرة كل ثلاث سنوات كمعدل عام، “إلا في حال طرأ أي جديد من الدولة كمسألة إعطاء الدرجات للأساتذة وزيادة غلاء المعيشة، عندئذِ نضطر حكماً إلى إعادة النظر في الأمر على نحو لا يؤثر سلباً على الأهل، لأن رسالتنا مساعدة التلامذة بدليل أننا نخصص نسبة 10% حداً أدنى من ميزانيتنا سنوياً لمساعدة تلامذتنا في تسديد أقساطهم”.
“المدارس الخاصة مظلومة”
ومن موقع الدفاع عن المدارس الخاصة التي يعتبرها قسطه مظُلومة كثيراً للشائعات التي يتداولها الناس عن موازناتها و”تشبيح” مبالغ على الأقساط من هنا وهناك، يقول: “في هذا السياق، يهمني أن أُطلع الرأي العام على أنه من الضروري أن تكون هذه المدارس مرتاحة مادياً كي يصبح بمقدورها تجهيز مختبراتها بأحدث التقنيات والمعدات التكنولوجية، فضلاً عن مواصلة تدريب الأساتذة واستثمار مهاراتهم وتطويرها”، مشدّداً على أن التعليم أصبح بمثابة شركة تربوية، ويتطلب ذلك رفع مستوى التلميذ من أجل فرز كوادر ذات نوعيّة جيدة”. ويضيف متسائلاً: “كيف يمكن تحقيق كل هذا من دون صرف نفقات مالية؟ لا أدعي في حديثي أن المدارس الخاصة تشكو الخسارة المادية وتبكي، لكن ما أقوله هو أن الفضل للمدارس الخاصة في فرزها جيل شبابي يرفع راس لبنان أينما حل”.
واقع الإفادة على المدارس
وعن قرار وزير التربية إلياس بو صعب الذي منح بموجبه الإفادات لتلامذة الشهادة الرسمية، تمنى قسطه عدم وصول الأمور مجددا إلى ما آلت إليه، “كان يجب عدم خلط حقوق الأساتذة بحقوق الآخرين، أضف إلى ذلك عجز الدولة عن إعطاء الأساتذة والموظفين حقوقهم خلال سنة بعدما كانت غير مبالية لسنين طويلة”.
في المقابل، هو يتضايق عندما يرى أساتذة في الشارع ثلاث سنوات، واصفاً حال نفسية الأستاذ بـ”المحبطة، فيؤثر أداؤه سلباً على التلميذ في الصف، وهو على مدار تلك الأعوام يشعر بالظلم، واليائس يستجدي حقوقه المكتسبة”.
وفي رأيه، ليس بمقدور القطاع التربوي أن يدافع عن كل الموظفين، “ولو اقتصر الأمر على الأساتذة فقط لكنّا حصلنا على مطالبنا، ولا أنتقص من حقوق أحد إطلاقاً”.
منح الإفادات “خسارة معنوية”
يصف قسطه منح الإفادات للتلامذة بـ”الخسارة المعنوية على صيت لبنان التربوي، على اعتبار أن لهذه الشهادة قيمة مضافة تعكس من خلالها مستوى المدارس ومستوى التعليم”. ويضيف أن هذا الأمر أثر في شكل مباشر على سمعة التلامذة، “لكن، في الوقت عينه، لا أحسد الوزير بو صعب على قراره الذي جنّب 140 الف تلميذ من إضاعة سنة دراسية بعدما وصلت الأمور إلى حائط مسدود ولم يعد ممكنا الاستمرار”.
في نظره، المشكلة ليست في الإفادة أو لاإفادة “بقدر ما انعكس التعاطي مع هذا الموضوع على نفسيّة التلميذ، والقضاء على طموح جيل، فضلاً عن خسارة دعم الأهل للتلامذة والمدارس الخاصة والرسميّة على السواء، خصوصاً وأن الجامعات المحترمة تعتمد على إمتحانات الدخول لقبول التلامذة وليس على مستوى شهادة الصف الثالث ثانوي”.
من جهة أخرى، ذكر قسطه أن رابطة المدارس الإنجيلية عضو في اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، “ونحن ماضون في خطنا العادل وفي استمرار التنسيق بين الأساتذة، الأهل والتلامذة”. وتمنى أن تبقى الأمور التربوية محصورة في التربية، أي بين إتحاد المؤسسات والنقابة ووزارة التربية القادرين جميعهم على حلّ مشكلاتهم في شكل أفضل”.
نيكول طعمه / النهار