يصادف الأربعاء 22 أبريل / نيسان 2015 الذكرى السنوية الثانية لحادثة اختطاف المطرانيين مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس (65 عام)، والمطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون للروم الأرثوذكس (55 عاماً) على مشارف مدينة حلب السورية. عامان ومصير هذين المطرانين يتأرجح في فراغ مطلق ومعتم تكاد لا تعكره إلا بضع شائعات شحيحة ومتناقضة تهب على مترقبي مآلات هذا العمل الإجرامي الذي تأباه جميع الشرائع والأديان.
وأمام صمت جميع الجهات التي سلط عليها الضوء في بادئ الأمر كجهات قد تترجح مسؤوليتها عن ملف الخطف وعدم إعلان أي منها صلتها بالحادثة. وأمام زعم المجتمع الدولي عن استنفاذ كل سبل الاتصال والتوسط للكشف عن مصير المطرانيين المخطوفيين، كل هذا المعوقات لم تقدم لنا إلا صورة قاتمة المعالم بخصوص مصير جميع المخطوفيين سواء كانوا من رجال دين أو نشطاء سياسيين وحقوقيين، وحتى المدنيين.
يؤسفنا في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان كل هذا التخاذل من طرف المجتمع الدولي بخصوص قضية المطرانيين المختطفين، ونقف مستغربين أمام عجزه عن تقديم مساع حقيقة وجادة لايجاد حلٍّ لهذه القضية الملحة، مؤكدين في الوقت ذاته على عدم شرعية بقاء المطرانيين تحت نير الاحتجاز القسري كل هذه المدة الطويلة.
لقد حان الوقت ليصار إلى فك أسر المطرانيين وعودتهما إلى ابرشيتهما في أسرع وقت ممكن لاستلام زمام الأمور ومدّ يد المساعدة لجميع المهجرين والمتألمين في ظل قساوة هذه الأيام الحاضرة والمرّة على مسيحيي الشرق بشكل عام، ومسيحي سوريا بشكل خاص، ومسيحيي حلب المنكوبة على وجه الخصوص. لذا نستصرخ ضمير العالم، وكل من له يدّ في هذه القضية الاستجابة لهذا المطلب الحق، مطلب الإيمان والمحبة والانسانية.
زينيت