هوذا الكتاب الذي كنا في انتظاره، كما صدر عن دار ” لوريان دي ليفر” في حلّة جذاّبة، بدءاً من الغلاف الأزرق النيلي، بما في داخله من كنوز ثمينة، أخذت من عمر روجيه عسّاف سنوات طويلة لتغدو كتاباً مرجعياً قيّماً، عنوانه “المسرح في التاريخ ، مشاهد وبشر ومؤلّفات”.
في صالون الكتاب الفرنسي كان التعريف عن هذه التحفة التراثية التي مضى فيها روجيه عسّاف كأركيولوجي عتيق، ينقّب في الحضارات القديمة بحثاً عن الضائع والمنسي، على ما أصبح عبر الأزمنة جسور تواصل بين الشعوب.
في مستهل اللقاء كان نص طريف بعنوان، “حوار متشائم” من زمن الحضارة الأشورية، تحاور به بول مطر في دور السيّد وروجيه عسّاف في دور الخادم. ودار بعده النقاش حول فصول الكتاب من البدايات، “المشهد بين الآلهة والبشر”. بول مطر كان مسيّر عربة روجيه عسّاف، يذكّره بالعنوان ويدعوه إلى الكلام.
القسم الأول: “الشرق القديم” وزمن الكتابات الأولى. “اليونان” وزمن التراجيديا اليونانية والتراجيديون الأوائل والفلاسفة، وزمن الكوميديا اليونانية. “روما” وزمن الألعاب الأستعراضية.
القسم الثاني: “المسارح الآسيوية”، الهند وزمن الكاتاكالي ومسرح السنسكريت. اليابان وزمن النو والكاكوبي. العالم العربي الجامع الحكواتي ومسرح الظل وزمن التعزية. الصين ومسرح الزاجو والأوبرا الصيني.
القسم الثالث: ولادة المسرح الأوروبي في القرون الوسطى، والنهضة، وزمن الكوميديا الإيطالية، فزمن العصر الذهبي حتى المسرح الاليزابيتي.
وبانتظار المجلّد الثاني، يكون هذا الكتاب الفخم بطباعته الأنيقة ومضمونه الغني، وفي احتوائه هذا الكم الهائل
من المعلومات والأكتشافات الثمينة، منارة تضيء على ما كان في خبر الأمس فأحيا هذا الكتاب ذاكرته.
النهار