الغفران
السلام يسير جنبًا إلى جنب مع الغفران. لا يمكننا أن نجد السلام من دون غفران حقيقي. يكتب يوحنا بولس الثاني: “لا سلام بلا عدالة، لا عدالة بلا غفران، ولا غفران بل محبة”. ولكن من أين تأتي قوة الغفران؟ من النظر إلى المسيح المصلوب الذي غفر لي. يكتب القديس أغسطينوس: “ثبت عيونك على يسوع. انظر إلى المسيح، الذي وهبك كل الخيرات وحمل عنك الكثير من الشرور. من يريد أن ينتمي إلى ملكوته وأن يعيش دائمًا معه في الطوباوية، يحب حتى الأعداء، ويفعل الخير لمن يكرهه ويصلي لأجل من يضطهده”.
هذا ويحرر الغفران قلوبنا من قيود الحقد التي تخنقه. فمن يحقد قد يؤذي أحيانًا الشخص الذي حقد عليه، ولكنه بشكل أكيد يؤذي ذاته. لماذا؟ لأن الحاقد هو سجين حقده وكراهيته. “لهذا – يكتب يوحنا كاسيانوس – يجب أن يكون جهادنا ضد الأهواء الكامنة فينا. عندما نطرد من قلبنا بعون النعمة الأهواء، سنعيش بسلام وسهولة أكبر، ليس فقط مع البشر، بل أيضًا مع الحيوانات!”.
الغفران هو سور يحرس ثمار المحبة الكاملة، لأن من اختبر جمال المحبة والغفران، لا يعود أدراجه إذا يعرف ما ربح وما قد يخسر. يكتب القديس مكسيموس المعترف: “من حاز بغيرته على ثمار المحبة لا يبتعد عنها أبدًا حتى ولو اضطر لتحمل أشق العذابات”. لهذا يحثنا المعترف إلى الثبات في قوة الغفران ونعمته: “اسهر على ذاته، لكيما الشر الذي يفصلك عن أخيك لا يوجد فيك بدل أخيك، وسارع إلى المصالحة معه لكي لا تعصي وصية المحبة”.
Zenit
الوسوم :المسيحيون والحرب... السلام واللاعنف في التقليد المسيحي