شارك آلاف الأشخاص عصر السبت الفائت في أهم مبادرة مدافعة عن الحياة البشرية في إيطاليا ألا وهي المسيرة من أجل الحياة والتي تُنظم في روما للسنة الثامنة على التوالي. وتزامن الحدث هذا العام مع الذكرى السنوية الأربعين لتشريع الإجهاض في إيطاليا بموجب القانون رقم مائة وأربعة وتسعين لعام 1978. شهدت المسيرة مشاركة العديد من الحركات والمنظمات الكاثوليكية من إيطاليا وبلدان أخرى، وأطلق المشاركون شعارات مؤيدة للحياة البشرية، كما رُفعت الصلوات خلال المسيرة التي انطلقت من ساحة “ريبوبليكا” ووصلت إلى ساحة “فينيتسيا”، وشاء المشاركون والمنظمون أن يؤكدوا على قدسية الحياة البشرية منذ اللحظة الأولى لتكوينها وحتى موتها الطبيعي، وأن يقولوا “لا لثقافة الإقصاء”، “نعم للعلاج لا للموت الرحيم”، “ولادات أكثر، إجهاض أقل”. وللمناسبة قالت المسؤولة عن هذه المبادرة فيرجينيا كودا نونسيانتيه إن المسيرة من أجل الحياة هي قبل كل شيء شهادة والتزام من قبل الأشخاص الذين يرفضون التزام الصمت، ونددت المسؤولة الإيطالية بقتل أكثر من ستة ملايين جنين في بلادها منذ دخول القانون الذي يشرع الإجهاض حيز التنفيذ لأربعين سنة خلت.
ومن بين المشاركين في هذا الحدث والدا الطفل ألفي إيفانز، فضلا عن والدة فنسان لامبير، الشاب الفرنسي المريض والذي يواجه خطر الموت جوعا وعطشاً لأن الأطباء قرروا وقف عملية التغذية. وقالت بهذا الصدد السيدة نونسيانتيه: إننا نريد أن نكرم أشخاصاً كهؤلاء، ثمة العديد من الرجال والنساء حول العالم يتمتعون بكم كبير من الشجاعة كي يدافعوا عن الحياة البشرية، ومن بين هؤلاء والدو ألفي إيفانز وفنسان لامبير، الذين يعلموننا كيف تشكل الشجاعة والعزيمة قوة عاتية في مجال الدفاع عن الحياة البشرية. تجدر الإشارة هنا إلى أن السيدة نونسيانتيه وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته عشية المسيرة أكدت أن هذه المبادرة أخذت نقطة انطلاقها من المسيرة الكبيرة من أجل الحياة التي تُنظم في العاصمة الأمريكية واشنطن منذ خمسة وأربعين عاماً. وأوضحت في حديثها أنه خلال كل هذه السنوات تمكنت المبادرة من خلق ثقافة مؤيدة للحياة في الولايات المتحدة، والمسيرة السنوية تضم أكثر من خمسمائة ألف مشارك، ثمانون بالمائة منهم شبان، وهذا الأمر بدأ ينطبق أيضا على إيطاليا.
إذاعة الفاتيكان