هنّأ الاباء صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي بالنجاح الذي شهدته الزيارة الراعوية التي قام بها إلى أوستراليا، لشدّ أواصر العلاقة الكنسية بين المنتشرين والمقيمين، والوحدة بين اللبنانيين على مختلف انتماءَاتهم، وحيّوا المواقف الوطنية التي أطلقها، والتي تخدم دائماً المصلحة الوطنية والخير العام.
وشجب الآباء في بيان بعد اجتماعهم الدوري في بكركي التعدي على الدستور، وتحويلَه وجهةَ نظر لصالح توجّهات في السياسة تناقض تاريخ الديمقراطية في لبنان، مفضّلةً السير في لعبة سياسية تفرغ المؤسسات الدستورية من مضمونها، وتحوّل البلاد إلى شبه حكمِ أوليغارشي على حساب الدستور والشعب والمؤسسات، وتستبيحُ الإدارات بمزيد من الفساد، وسلب المال العام والتعدي على أملاك الدولة، وعلى المواطنين الآمنين بشخصهم وممتلكاتهم، وتغطية كلّ هذه التجاوزات سياسياً. لذا يعارض الآباء كلّ ما يمس جوهر الديمقراطية الأصيلة، وما يناقض الدستور والميثاق الوطني، وما يخالف الأعراف والقوانين المرعية الإجراء.
واستغرب الاباء في بيانهم تمكّن المجلس النيابي من التجديد لنفسه مخالفاً الدستور والنظام الديمقراطي، وإحجامه في الوقت عينه عن انتخاب رئيس للجمهورية خلافاً لِما يوجب عليه الدستور، وفي المسألة تناقضٌ مبين. ويتساءلون هل أخطارُ الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى لا توازي أخطار الفراغ في المجلس النيابي؟ إنّهم يجدّدون الدعوة إلى التقيّد بأحكام الدستور، والتوقف عن إضاعة الوقت والتلطّي، في شأن انتخاب الرئيس العتيد، تارة وراء انتظار إشارات دولية وإقليمية، وتارة وراء ستار عدم التوافق الداخلي، وطورًا وراء حجّة انتظار التوافق المسيحي. فالإتيان برئيس إنّما يتمّ تحت قبة البرلمان إذا تمّ الابتعاد عن الأساليب الواهية.
كما اعربوا عن ألمهم الشديد لسقوط شهداءَ جدد من الجيش اللبناني أمس في كمين للإرهابيّين في جرود رأس بعلبك، ويدينون المعتدين. وإذ يقدّمون التعازي لقيادة الجيش وأهالي الشهداء، فهم يحيّون من جديد الدور الذي يلعبه الجيش والقوى الأمنية ويثمّنون تضحياتهم وتحمّل مسؤولياتهم، بالتصدي للإرهاب، ويرون أن لا بدَّ من تطبيق الخطة الأمنية على كلّ الأراضي اللبنانية، فلا أمن بالتجزئة والتراضي أو بترك المجال للإستثناءات. وهم يدعون مجدّداً كلّ القوى السياسية والشعبية الى الوقوف وراء الجيش اللبناني، وتأمينِ كلِّ ما يحتاج اليه من دعم مادي ومعنوي وسياسي، كي يتمكّن من تأدية رسالته كسياج للوطن وحارسٍ لوحدة اللبنانيين .
وناشدوا الحكومة حزم أمرها في مسألة التفاوض في شأن الجنود المخطوفين، بالحكمة التي سارت عليها حتى الآن في هذا الملف. وهم يعربون عن تضامنهم مع هؤلاء الجنود وأهاليهم، ويدعون هؤلاء إلى التحلي بالصبر وضبط النفس، حتى يتكامل حراكهم مع جهد الحكومة بغية نهايةٍ مُطَمئِنة للجميع.
وذكر البيان بمأساة الآلاف من المواطنين الذين فُقدوا طوال فترة الحرب وبعدها، وما زالوا مجهولي المصير، وعائلاتُهم لا تملك أي معلومات عنهم، وتعيش هذه المأساة بألم شديد وحيرة قاتلة: أيحسبونهم بين الأحياء أم الأموات. ويناشد الآباء الحكومة والمجلس النيابي أن يبتّوا مشاريع القوانين المقدّمة لإيجاد حلّ قانوني لهذه المعضلة.
واضافوا: ” تحتفل الكنيسة والعالم في الخامس والعشرين من هذا الشهر، بعيد ميلاد السيد المسيح كلمة الله المتجسّد. فيدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى الإستعداد لاستقبال هذا العيد بالصلاة والصوم والتوبة وأعمال المحبة، سائلين الله أن يمنّ على شعبه بالأمن والإلفة والمحبة، وعلى لبنان ومنطقة الشّرق الأوسط والعالم بإيقاف الحروب والقضاء على الإرهاب، ونشر السلام”.
النشرة