ناشد المطارنة الموارنة القوى السياسيّة، وفي مقدّمها النوّابُ، “الإسراعَ في القيامِ بالواجب الوطني ضمنَ المهلةِ الدستوريّة، واختيارَ رئيسٍ للبلاد قادر وفاعل”.
عقد مجلس المطارنة اجتماعه الأسبوعي أمس في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأصدر بياناً تلاه أمين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، واستهل بتهنئة البطريرك ببدء السنة الرابعة من خدمته البطريركيّة، وجدد تعزيته الطائفة السريانية الأرثوذكسية بوفاة البطريرك اغناطيوس زكا الأوّل عيواص، وهنأ البطريرك اغناطيوس أَفرام الثاني كريم بانتخابه بطريركاً للطائفة.
وعبّر الآباءُ عن استنكارهم الشّديد لمحاولة خطف المطران سمعان عطاالله مع مرافقِه، وناشدوا الحكومةَ والجيشَ وكلَّ القوى الأمنيّة “اتخاذَ التدابير اللّازمة لوقف ظاهرة الخطف، والقبض على الخاطفين ومحاكمتهم ومَن وراءَهم، ووضع حدٍّ للفوضى الأمنيّة، محافظةِ على كرامة المواطنين وسلامتِهم”. وأعربوا عن ارتياحهم إلى بدء تنفيذ الخطّة الأمنيّة التي أقرّتها الحكومة في مدينة طرابلس، وتمنّوا أن تُعمّمَ على المناطق الساخنة الأخرى. وطالبوا السياسيّين بدعمِ الجيش والقوى الأمنيّة من أجل إنجاح هذه الخطّة ، وأكدوا لجميع المتقاتلين، “أنّ تحوّلَهم أداةً لنقل الصراعات الخارجيّة إلى الداخل، يشكّلُ سببًا للنيل من تاريخٍ طويلٍ من العيش المشترك الأخوي، وأنّ أيَّ ارتهانٍ للخارج، مهما يكن رابحًا، فيه خسرانٌ أكيد لا يعوَّضُ لهم وللوطنِ وأهلِه”.
وأعرب الآباءُ عن تقديرهم للمساعي التي بُذلت من أجلِ إطلاق راهبات معلولا، “وهم يتطلّعون برجاءٍ إلى مضاعفة الجهود في سبيل إطلاقِ المطرانَين المخطوفَين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي، والكهنة وسائرِ المخطوفين”، وأملوا في أن تمتدَّ هذه المساعي لتشملَ المعتقَلين في السجون السوريّةِ أيضًا. وتمنوا النجاح للحكومة في المهمّةِ الدقيقة الملقاةِ على عاتقها، وأسفوا “للواقع الذي يؤدّي إلى تظاهراتٍ وتعطيلِ عملِ المؤسّسات ومجرى الحياةِ العامّة، بسبب عدمِ إيجاد حلول مُرضية للجميع”.
وأضاف البيان: “إنَّ دخولَ لبنان المهلةَ الدستورية لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، وعلى مسافةِ ستِّ سنواتٍ من الاحتفال بمرور مئةِ عامّ على قيام دولة لبنان الكبير، يحتِّمُ على الجميع التعاملَ مع هذا الاستحقاق بما يُمليه الدستور والميثاقُ الوطني، والتمسّكُ بالممارسة الديموقراطيّة السليمة وتداولُ السلطة. وعليه، يناشدُ الآباءُ القوى السياسيّة، وفي مقدّمها نوّابُ الأمّة، الإسراعَ في القيامِ بهذا الواجب الوطني ضمنَ المهلةِ الدستوريّة، واختيارَ رئيسٍ للبلاد قادرٍ وفاعلٍ، يكونُ، بفضل شخصيّتِه ومعرفتِه وخبرتِه وتجرّدِه، على مستوى التحدّياتِ الداخليّة والإقليميّة والدَّوليّة، لكي ينهضَ بلبنان ويبنيَ وحدتَه ويحمي سيادتَه ومؤسّساتِه”.
النهار