عقد المطارنة الموارنة اليوم اجتماعهم الشّهريّ في المقرّ البطريركيّ الصّيفيّ في الدّيمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومُشارَكة الرّؤساء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع اصدروا البيان التّالي:
“1- إزاء الحملة المشبوهة الّتي يتعرّض لها الصّرح البطريركيّ وصاحب الغبطة سياسيًّا وإعلاميًّا ، والّتي أخذت تتصاعد مع اتّضاح موقفه الوطنيّ وصلابته حيال الخطوات المطلوبة لإنقاذ البلاد وأهلها ممّا يعانونه على صعد الحياة اليوميّة والاقتصاد والأمن، كما المصير. يؤكّد الآباء تأييدهم المطلق لتلك الخطوات، ولاسيّما تلك المتعلّقة بوجوب تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة تبعًا لما ينصّ عليه الدّستور، وتبنّي الإصلاحات الهادفة الى وضع لبنان على سكّة التّعافي. ويدعون المسؤولين السّياسيّين إلى الأخذ بالحوار سبيلًا إلى الحلول، بدلًا من إضاعة الوقت في توزيع الاتّهامات الباطلة يمينًا ويسارًا، فيما البطريركيّة باقية على عهدها التّاريخيّ العريق، صونًا للبنان ودفاعًا عن اللّبنانيّين.
2- يُوجِّه الآباء تحيّةَ تأييدٍ وتضامن إلى أخيهم سيادة المطران موسى الحاج، راعي أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة، والنّائب البطريركيّ على القدس والمملكة الأُردنيّة الهاشميّة. ويُؤكِّدون أنّ مُبادَراته الخيِّرة إلى جانب المُتألِّم والمُحتاج من اللّبنانيّين من كلّ الطّوائف، ينبغي أن تُقابَل بكلِّ احترامٍ وتقدير من قبل المسؤولين في الدّولة. وإذ يشجبون بشدّةٍ الحادث المُفتعَل الّذي تعرّض له على معبر النّاقورة، يُطالِبون المعنيّين باحترام القانون الكنسيّ والأعراف، والقانون المدنيّ اللّبنانيّ ولاسيّما المذكّرة الصّادرة عن الأمن العامّ ذاته بتاريخ 29/4/2006 تحت رقم 28/أ ع/ ص/ م د، الّتي تحدّد آليّة التّفتيش المنوطة بالشّرطة العسكريّة (MP) التّابعة لقوّات الطّوارئ الدّوليّة، والمسموحات الّتي لم يتجاوزها المطران الحاج. ويطالبون بإعادة جواز السّفر إلى صاحب السّيادة والمساعدات المحجوزة والّتي هي أمانات في ذمّته كي يستطيع توزيعها على أصحابها، لاسيّما في هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّون بها.
3- سنتان مرّتا على كارثة تفجير مرفأ بيروت، ولم تقم الدّولة بأيّة خطوة جدّيّة لكشف الحقيقة، ومحاسبة المسؤولين عن جريمة العصر هذه، وإحقاق الحقّ للضّحايا والتّعويض على ذويهم، وعلى المتضرّرين، ووضع حدّ لعرقلة العدالة لبيروت وأبنائها. يُطالِب الآباء برفع هذا الظّلم عن الوطن والمواطنين، وضبط الحال القضائيّة في البلاد، وحماية الجسم القضائيّ من كلِّ مسٍّ بحضوره في الحياة العامّة كما الخاصّة، بعيدًا عن التّدخُّلات السّياسيّة والمُمارَسات المهنيّة الخارجة عن القانون والمألوف، والتزامًا باستقلاليّة السّلطة القضائيّة وتنزيهها من عيوب المصالح الشّخصيّة والفئويّة الّتي طالما أضرّت بها، وبخاصّة في العقود الأخيرة.
4- يتابع الآباء بقلقٍ موجة الاحتجاج والغضب الّتي تشمل العمّال والموظّفين في القطاعات المختلفة، أمام تصاعد الغلاء وتراجع القدرة الشّرائيّة للّيرة اللّبنانيّة. ويحثّون أُولي الأمر على استجابة نصائح أصدقاء لبنان وشروط المُساعَدات الماليّة الخارجيّة في أسرع ما يمكن، والّتي تُعتبَر الباب الوحيد لبدء الخروج من الضّائقة الاقتصاديّة المُتفاقِمة.
5- يُبدي الآباء تخوُّفهم البالغ من مؤشّرات الصّدام بين اللّبنانيّين والنّازحين السّوريّين في عددٍ من المناطق والمخيّمات. ويُناشِدون المجتمع الدّوليّ والمسؤولين في البلدَين المُسارَعة إلى معالجة الأمر بما يحفظ سلامة الجميع، ويُشكِّل بدايةَ مسارٍ يُوفِّر عودة آمنة للنّازحين إلى ديارهم، بعدما تراجعت إلى حدٍّ بعيد وقائع العنف هناك، وبات من الممكن العمل على تلك المعالجة.
6- إنّ شهر آب هو شهر مريميّ بامتياز، إذ تحتفل الكنيسة في الخامس عشر منه بعيد انتقال العذراء مريم إلى السّماء بالنّفس والجسد، وهو أكبر أعيادها، كما يزخر بعيد تجلّي الرّبّ وعدد من القدّيسين. بشفاعتهم جميعًا أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، ومنّ على لبنان والعالم بنعم الألفة والعدالة والسّلام والمصالحة بين الشّعوب.”