عقد المجمع الأبرشي لموارنة فرنسا وأوروبا الدورة الثانية في 30 و31 أيار في المقر الجديد للمطرانية في بيت مارون – فيلا دي سيدر، في مدينة مودون المحاذية لباريس.
واحتفل بداية، راعي أبرشية سيدة لبنان للموارنة والزائر الرسولي على موارنة أوروبا المطران مارون ناصر الجميل بقداس عيد الصعود، عاونه فيه لفيف من الكهنة والرهبان، مكرسا في الوقت نفسه الكنيسة الصغيرة في المقر الجديد.
الجميل
وألقى المطران الجميل في افتتاح أعمال الدورة كلمة قال فيها: “أينما حللت سواء في فرنسا أو في أوروبا أخرج بانطباع بأن المطارنة والسلطات الكنسية لا يعرفوننا، كموارنة وكمشرقيين، حق المعرفة. فهذه المعرفة معلبة ومحصورة للأسباب التي لا تخفى عليكم… ولهذا يتعين علينا أن نبذل جهدنا لكي نعرفهم على واقع كنيستنا وشهادتها وتاريخها منذ الفي عام، وعلينا كموارنة منذ 1400 عام، ونعرفهم أيضا على التحديات التي نواجهها اليوم كمسيحيين مشرقيين”.
اضاف: “وما قمنا به في خلال الدورة الأولى للمجمع الأبرشي في منتصف كانون الأول 2013 كان رائدا، لأننا في صدد بناء كنيستنا المشرقية في أوروبا، وما نقوم به اليوم في الدورة الثانية هو فرصة سانحة للجميع لإعمال العقل وإطلاق العمل التنظيمي. فمشكلتنا الأولى هي التنظيم، والروح القدس هو وحده الذي حافظ علينا حتى الآن. أما من الناحية الكنسية، فتنظيمنا الليتورجي سيشكل الجسر المؤدي إلى تحقيق هذه المهمة، فضلا عن الروح القدس، أما عدم التنظيم فيسبب الاندثار والموت”.
وختم: “ولعل ما تقومون به من بناء لكنيستنا المارونية في فرنسا وأوروبا، يكون يوما قدوة لكنائسنا المارونية في بلدان الإنتشار، وكذلك للكنائس المشرقية في فرنسا وأوروبا”.
جلسات العمل
ثم أعطى أمين سر الأبرشية الخوري ريمون باسيل إشارة بدء جلسات العمل، فرحبت منسقة الدورة الثانية للمجمع، ثريا كنعان أبي فارس بالمشاركين وشكرتهم على كل ما بذلوه من جهد وعمل من أجل بلورة الأفكار والاقتراحات، ثم شرحت لهم بايجاز برنامج العمل.
إثر ذلك، أعطيت الكلمة بالتتالي لرؤساء لجان (أو من ينوب عنهم) هوية الكنيسة المارونية (الاكليريكي ربيع نهرا) والشبيبة (جوزيان تابت ـ صالح) والعائلة (أولغا حداد) والحج (الأب فادي المير) والليتورجيا والجوقة (الأب يوحنا جحا) والتنمية والمشاريع (الأب نبيل مونس وماري كريستين مهنا) ، وجرت مناقشة كل حزمة من الاقتراحات على حدة.
وبعد الغداء في مقر المطرانية الجديد، استأنفت اعمال اللجان فتولى رؤساء لجان (أو من ينوب عنهم) الاقتصاد (نزيه خويري) والثقافة (الأب غابي جعجع) والأنجلة الجديدة (الأب فادي المير) والشؤون الاجتماعية وكبار السن (الخوري أنطوان جبر) والعلاقات مع الكنائس المشرقية (الأب روبير معماري) والدعوات الروحية والحياة المكرسة (الأب شربل ـ دانييل أبو حيدر) والاعلام والتواصل (الاكليريكي لويس الراعي) والتعليم العالي (الأب نبيل مونس)، شرح الاشكاليات وتقديم الاقتراحات المناسبة في ضوء التقارير المعدة داخل كل لجنة.
ثم أختتم اليوم الأول بصلاة للشكر، وبقي الكهنة والرهبان في مقر المطرانية حيث عقدوا إجتماعهم الدوري هناك واستكملوا الحديث إلى مائدة العشاء.
ويوم السبت، استأنف المشاركون جلساتهم بعدما تلوا صلاة الصبح. وتعاقب على الكلام رؤساء لجان (أو من ينوب عنهم) علاقة الكنيسة المارونية بنظيرتها اللاتينية في أوروبا (ميشال يوسف) والتعليم الابتدائي والثانوي (ماغي فغالي ـ موران) وكلمة الله (حنا بوعلي) والتبرعات والتمويل (فؤاد حسون).
محاضرة
ثم ألقت جوسلين خويري التي عينها البابا فرنسيس عضوا في المجلس البابوي للعلمانيين، محاضرة بعنوان: التربية العائلية الراعوية في اطار رسالة مركز يوحنا ـ بولس الثاني في لبنان. وأجابت على أسئلة عديدة حول تجربتها في شد الأواصر بين أفراد العائلة ولاسيما بين الأب والأم ومحاولة رأب الصدع من النواحي الروحية والاجتماعية والنفسية بينهم.
وبعد ذلك، دعي الجميع لتناول الغداء في حديقة المقر الجديد للمطرانية المارونية. وكان للمطران الجميل والأب جحا وصلات موسيقية مشتركة على الناي والهرمونيكا.
أما الجلسة الختامية فتناولت بشكل رئيسي التوصيات في ضوء الأولويات الملحة. وعليه ستتشكل أربع مجموعات من اللجان المشتركة، بحسب الاختصاص، ستناقش دوريا هذه الأولويات كل أربعة أشهر وتجري حوارا مباشرا مع الرعايا المختلفة.
قداس
بعد ذلك، ترأس المطران الجميل القداس الالهي وعاونه المعتمد البطريركي على البيت الفرنسي – اللبناني المونسنيور أمين شاهين والمدبر العام للرهبنة اللبنانية المارونية الأب طوني فخري وأمين سر الأبرشية الخوري ريمون باسيل ومرشد شبيبة الأبرشية الخوري إيلي عاقوري، والآباء روبير معماري وغابي جعجع وفادي المير وعبود شهوان ويوحنا جحا وشربل – دانييل أبو حيدر ونبيل مونس والخوري أنطوان جبر.
وشكر المطران الجميل في عظته “الرب على نعمه في عيش الخبرة المجمعية، لأن الكنيسة لا تعيش ولا تنمو إلا مجمعيا”، وقال: “المجمع مرحلة مفصلية في مسيرة الجماعة المؤمنة من الناحية التعليمية، ومن ناحية انفتاح القلب والذهن على عمل الروح القدس وحلوله على الشعب المؤمن ولتوجيه الخطط، فنحاول تلمس طريقنا هنا في أوروبا في ضوء مقررات المجمع البطريركي”.
أضاف: “من الطبيعي أن تظهر بعض الصعوبات مع كل عملية تأسيس، ولكن هناك الكثير الكثير من الايجابيات. ثمة ديناميكية جديدة قد بدأت ولن تتراجع، إذ أن علاقات جديدة قد نسجت ولا تزال مع المسؤولين عن الكنيسة في أوروبا، مع العلم أن أمامنا عملا كبيرا للتعريف بالموارنة وبكنائسنا المشرقية. أما الشكل القانوني لوجودنا فلقد اتخذ طابعا رسميا حين تم تأسيس الأبرشية المارونية الجديدة على نطاق فرنسا، وأنا كمطران أتمتع بالحقوق والواجبات نفسها التي يتمتع بها مطارنة فرنسا اللاتين”.
وختم: “نحن نلتقي هنا لكي نطبع الحدث بمحطات. وبمعونة السماء وبمحبتنا للقديسين، ومن بينهم القديسة رفقا، يمكننا تحقيق ما نصبو إليه، فهم قدوتنا ومثالنا ورسالتنا. ثمة منطق جديد بدأ منذ سنتين، والفضل يعود لكل واحد منكم. أنتم قبس النور الذي يضيء العتمة من خلال البسمة والتفاعل والحضور لخدمة شعبنا المؤمن في هذه الأبرشية”.
وبعد انتهاء القداس، احتفل برتبة وضع ذخائر القديسة رفقا في كنيسة المطرانية، لتصبح مدينة مودون بذلك، تحتضن ذخيرتي القديسين شربل ورفقا.
وطنية