احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بالقداس الإلهي في كابيلا سيدة النجاة، لمناسبة بداية السنة الجديدة وختان يسوع المسيح بالجسد وتذكار القديس باسيليوس الكبير بحضور جمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة هنأ فيها المؤمنين بحلول السنة الجديدة ومما قال:” سبعة أيام بعد عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح نحتفل ببدء سنة جديدة. في هذه المناسبة أتمنى لكم جميعا ولعائلاتكم أطيب الأمنيات والسعادة والفرح والسلام الحقيقي والصحة الجيدة. نتمنى لجميع أحباءنا الخير. وأهم من ذلك كله نطلب لكم بركة الله. هذه البركة يودعها الله في حياتنا كما أودعها لهارون في سفر العدد: “ليبارككم الرب ويحفظكم، ييضيءُ الربُّ بوجههِ عليكُم ويَرحمُكم. يرفعُ الربُّ وجهَهُ نحوكُم ويمنحُكم السلام” (العدد 6/42).
هذه الأمنيات تخبئ شعورا دفينا عند الإنسان بأنه يريد السعادة ويريد أن يتخطى كل العوائق ليصل إليها، طبعا ليس للأمنيات مفعول سحري، إنما الإنسان الذي يتكل على الرب ويضع ثقته به يصل حيث يريد الرب له أن يصل.”
واضاف ” السنة الجديدة هي بداية تاريخ جديد، لذلك نريد في صلاتنا أن نجمع أفكارنا وعواطفنا واستعداداتنا وننظر إلى المستقبل برؤية مسيحية تتلائم مع دعوتنا.
يخبرنا الإنجيليون بأن كلمة الله نزل من السماء ليجعل مسكنه بيننا ومعنا، فنتمكن من استقباله في حياتنا، هذه الكلمة التي هي تعبير عن عقل الله وفكره وإرادته، صارت جزءا منا ونحن نؤمن عندما نسمع هذه الكلمة في الليترجيا الإلهية بأن الله نفسه يتوجه الينا بطريقة مباشرة وصريحة وواضحة، والإنجيليون كتبوا هذه الكلمة حتى تلمس قلوبنا ونكتشف سر محبة الله لنا. بالإضافة إلى ذلك نحن نعلم بأن يسوع المسيح أودع يشارته في الإنجيل لتلاميذه وللذن آمنوا به لكي تُعلن للعالم كله. فكيف نعلن بشارة إن لم نتعرف إليها أة إن لم نعيشها؟
للأسف أحيانا كثيرة يفضل الناس الظلمة على النور لأنهم يخافون من كلام الله. لذلك أتوجه إليكم في بداية هذه السنة بدعوتي ليكون الإنجيل رفيق دربنا، نقرأه بتواتر لأنه كلام الله الذي يوجهنا ويعلمنا كيف نتصالح مع بعضنا وكيف نغفر زلات بعضنا وكيف نعيش بسلام. إن من يجهل كلام الله يجهل المسيح، فلنقرأ الإنجيل كل يوم قراءة تأملية وقراءة مُصلية.”
وتابع درويش ” في بداية هذه السنة نحتفل بختان يسوع وبعيد القديس باسيليوس الكبير، والعيدان يرتبطان ببعضهما ومفهوم العيدين يعني أننا نريد منذ البداية أن نعيش لله فقط لكي نحصل على الخلاص، ويعني أيضا أن نقلع عن العادات القديمة التي أبعدتنا عن جوهر إيماننا.
القديس بولس يريد منا أن نختن قلبنا، وختان القلب يعني الابتعاد عن كل شر وعن كل شبه شر وألا نعطي قلبنا إلا ليسوع وحده ومن خلاله نربح كل شيء.
اليوم بدأنا بالاستعداد للاحتفال بعيد الظهور الإلهي وهو احتفال بذكرى عماد يسوع من يوحنا المعمدان في الأردن. الإنجيل المقدس يقول لنا أن السموات انفتحت عندما صعد يسوع من المياه وروح الله نزل بهيئة حمامة وحل عليه، وسمع صوت من السماء يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (متى 3: 17).
يسوع المسيح هو هبة الله للبشرية فلنشكل معا جماعة متحدة، متضامنة، تعمل بنعمة الروح القدس ليكون اعالمنا خاليا من الظلام ولنكون نحن أبناء النور.”
زينيت