احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، يحوطه الأبوان فادي سركيس وعمانوئيل قزي، بالذبيحة الإلهية في مناسبة عيد القديسة كلارا (شفيعة الإعلاميين) في الكنيسة التي تحمل اسمها في دير سيدة الوحدة لراهبات الكلاريس في اليرزة – بعبدا.
وشارك في الذبيحة الإلهية التي رفعت فيها الصلاة على نية السلام والأخوة في العالم وعلى نية الإعلاميين، إلى عدد من الرهبان والراهبات، النائب غسان مخيبر وعقيلته ومصلون.
وألقى مطر عظة تحدث فيها عن القديسة كلارا وفضائلها وروحانيتها، وقال:”نحتفل اليوم بعيد القديسة كلارا الأسيزية، التي تذكر دائما مع القديس فرنسيس الأسيزي، هما عاشا في زمن واحد وفي مدينة واحدة، هي أسيزي في إيطاليا”.
وتابع: “هي كانت من عائلة نبيلة غنية، كما كانت عائلة القديس فرنسيس. كل من جهته اكتشف يسوع المسيح واكتشف كلام الرب القائل: كونوا إخوة بعضكم لبعض. أوصانا الرب بالفقراء ولزرع محبته في العالم كله. القديسة كلارا منذ صباها كانت تحب الفقراء، قبل أن تتعرف إلى فرنسيس ألأسيزي. تأخذ من بيتها طعاما للفقراء، تحرم ذاتها وتهتم بهم، الله ألهمها إلى ذلك. وما زلنا إلى اليوم نحيا من ثمار القديس فرنسيس ألأسيزي والقديسة كلارا الأسيزية. وهذا الدير المبارك هو ثمرة القديسة كلارا وقداستها”.
وأضاف: “راهبات دير الوحدة يكرسن العمر والنفس والذات لمحبة الله وللصلاة من أجل وحدة الكنائس ووحدة المسيحيين. نطلب من الله أن يقويهن ويلهمهن إلى كل عمل صالح وأن يقدسن أنفسهن ويقدسن كل عمل صالح. مشروع المسيح هو مشروع قداسة لنا جميعا. العالم لا يستقيم إلا إذا عاد الناس يهتمون بعضهم ببعض ونكون إخوة عن حق. المسيح أراد في هذه الدنيا، أن نتصالح بعضنا مع بعض.عيب أن نبقى في الحروب والقتل.الله لم يرسلنا لقتل بعضنا بعضا. الله أرسلنا لكي نحب بعضنا بعضا ونساند بعضنا بعضا ونكون قوة بعضنا لبعض. هذا يتحقق بالقداسة والقديسين والقديسات. إنسان واحد اسمه شربل مخلوف، بقداسته وتقشفه وبتكريس نفسه للرب، هز الدنيا كلها. ملايين من الناس يطلبون شفاعة هذا الإنسان المتواضع. في اليوم نفسه عندما اسلم شربل الروح في عنايا، مات البطريرك الحاج. ذهب الرهبان والرئيس العام والمدبرون إلى بكركي للمشاركة في وداع البطريرك. وخمسة أشخاص شاركوا في الوداع البسيط لشربل مخلوف. وها نحن بعد مئة سنة على هذا اليوم، أقول أن الناس نسوا البطريرك الحاج أما شربل ما زال في البال والقلب ليس فقط في لبنان بل في كل العالم. ليعطنا الرب مثل شربل ليسلم لبنان. نطلب من الله أن يلهمنا جميعا، لنفتح قلبنا للنعمة. نحن ضعفاء ولكننا إذا توكلنا على الله صرنا أقوياء.أنا قوي بالذي يقويني”.
وتابع مطر: “نحن بحاجة إلى أن نتواضع، ان نعرف حدودنا وأن نفرغ ذاتنا من ذاتنا لنمتلىء بنعمة الرب. الحياة الرهبانية مطلوب منها أن تكون نورا وهداية ومثلا صالحا وقوة للناس الذي يحتاجون إلى مثل صالح لتنتظم الحياة ويسود الرب على العالم. نطلب من الله في عيد القديسة كلارا، هذه الإبنة الطاهرة، النقية التي قدست نفسها بنعمة الرب وأصبحت أما لراهبات ورهبانيات عديدة منذ 900 سنة ما زلنا نذكرها ونطلب شفاعتها. ما زالت كلارا حاضرة في قلب الكنيسة، بنعمة الله تجدد النفوس والقلوب بمثلها الصالح بشفاعة الرب الذي يقبل شفاعتها. نطلب من الرب أن يعطينا قديسين وقديسات على مثال القديس فرنسيس الأسيزي والقديسة كلارا. أن يعطينا أن نكون مستمعين إلى صوته وأن نحيا إنجيله الطاهر في قلوبنا وأن نتمم مشئته ونقول: يا رب ماذا تريد مني أن أفعل؟ للزعيم السياسي نقول له “بأمرك يا بك ودماؤنا لك”، هل نقول هذا للرب؟ لا، ليس دائما. علينا أن نكون بأمر الرب هو الذي يأمر فنطيع، هو الذي يريد خيرنا، هو الذي مات ابنه من أجلنا نحن جميعا. لذلك نقول له، يا رب أنت رب الحياة والموت. خذ خطيئتنا، فنعيش حياة جديدة تليق بمسيحيتنا وبميروننا وقرباننا وكنيستنا. وليعط الرب راهبات دير الوحدة دعوات رهبانية جديدة لخدمة هذا الدير المبارك”.
وطنية