احتفل النائب البطريركي العام على رعية اهدن – زغرتا المطران جوزيف معوض بقداس عيد القديسة ريتا في كنيسة القديسة ريتا – المرداشية – زغرتا، عاونه رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ميشال روحانا والخوري جان مورا، خدمته جوقة من المرنمين.
وألقى معوض عظة هنأ فيها الجميع بالعيد طالبا “شفاعة القديسة ريتا من أجل وطننا لبنان الذي يمر بمرحلة دقيقة ومن أجل أن يصل الى نهاية سعيدة مع كل هذه الاستحقاقات التي يواجهها”.
تابع: “القديسة ريتا عاشت في ايطاليا، ولدت سنة 1381 وماتت سنة 1457 بعمر 76 سنة في عائلة مسيحية ملتزمة وبالحاح من أبويها تزوجت وكان عندها محبة خاصة لله، وزوجها كان رجلا عنيفا وسكيرا وقاتلا. لكن القديسة ريتا كانت تصلي له ويقال انه بعد ان كان يعنفها تنزوي وتتضايق وبعد ذلك تأتي اليه وتركع أمامه وتقبل يديه وتعتذر، هذا التصرف أصاب قلب الزوج وساعده على أن يتغير ويتوب ويترك السكر والقتل، ولكن كما سمعنا في الحكاية رجع زوجها وتعرض للقتل، فأراد أولادها الانتقام له فصلت أن لا يقوموا بهذا العمل فماتوا قبل ذلك، عندئذ تحررت القديسة ريتا من كل الروابط التي تربطها مع زوجها، وأرادت ان تكرس نفسها لله بشفاعة القديسين لا سيما مار يوحنا المعمدان والقديس اوغسطينوس واستطاعت الدخول الى دير الراهبات الاوغسطينيات، وفي هذا الدير عاشت حياة مكرسة، وفي أحد الايام وبينما كانت تسمع عظة عن آلام السيد المسيح، طلبت منه أن يشركها في آلامه ومن وقتها أصيبت بجرح في رأسها كأنه بسبب شوكة وبدأت بهذا الجرح آلامها التي استمرت حتى انتقالها الى المجد السماوي”.
أضاف: “القديسة ريتا هي مثال لنا في القداسة في كل مراحل الحياة، فقد تقدست في مرحلة الزواج وتقدست في مرحلة التكرس الرهباني، ففي مرحلة الزواج تذكرنا بأن مسيرة الزواج هي مسيرة قداسة وهذا ما نعبر عنه في كل اكليل حين يضع الكاهن اكليلا على رأس العريس والعروس ويقول “باكليل البرارة اكللكما” أي ان هذا الاكليل هو رمز للبرارة والقداسة، فالزوج والزوجة يتقدسان في قلب زواجهما اذا عاشا ارادة الله وهذا يتطلب منهما ان يتحملا بصبر الصعوبات التي يمران بها مثلما فعلت القديسة ريتا وان يساعدا بعضهما بالصلاة لبعضهما البعض، وأيضا الزوجان يتقدسان من خلال تقبلهما للحياة الجديدة التي تنشأ من اول لحظة من تكوينها واحترامهما لها، ويتقدسان أيضا من خلال تربية البنين ونحن بتاريخنا الكنسي لدينا عدة أمثلة عن أشخاص متزوجين وعائلات وصلوا الى القداسة، نذكر منهم القديسة مورا وزوجها طيموتاوس الذين قدما ذاتهما ذبيحة لله وأيضا اهل القديسة تريزيا اللذين أعلنتهما ايضا الكنيسة طوباويين وقديسين وغيرهم الكثيرين.
وأكمل: “القديسة ريتا تعلمنا أن الأهل اي الزوج والزوجة مدعوان لان يحبا أولادهما ليس بالعاطفة البشرية فقط إنما أن يؤمنا لأولادهما التربية المسيحية والايمان المسيحي. حبا مقدسا يساعدهم أن يتقدسوا في حياتهم. وأن يؤمنا لهم التربية المسيحية عندما يساعدونهم في الصلاة ويدخلونهم بشراكة مع الله ويعطونهم تربية كنسية يوم يوجهونهم بأن يلتزموا بالاحتفالات الليتورجية أي قداديس يوم الاحد، فالأولاد سيتأثرون ويتشبهون بأهلهم. وبصورة خاصة عندما يساعدونهم على عيش القيم المسيحية كاملة، أن يحبوا الجميع، أن يسامحوا في حياتهم ويضحوا من اجل الآخر، وواجب على الاهل أن يربوا أولادهم على هذه الامور”.
ختم: “نحن اليوم نطلب شفاعة هذه القديسة من اجل عائلاتنا وبصورة خاصة لتكون العائلة كنيسة منزلية تشارك في رسالة الكنيسة وتشهد للمسيح”.
بعد القداس توجه المطران معوض حيث بارك هريسة العيد التي تم توزيعها على المؤمنين الحاضرين.
وطنية