ترأس النائب البطريركي العام على رعية اهدن – زغرتا للموارنة المطران جوزيف معوض قداسا احتفاليا لمناسبة وصول ذخائر القديس يوحنا بولس الثاني الى مدرسة الفرير كفرياشيت – زغرتا، عاونه فيه كل من الأب جان مورا والأب يوسف قسطنطين، وخدمته جوقة المدرسة، في حضور مدير المدرسة وليد فرح والأخوين في “الفرير” جيني خيمة وسامي حاتم، الهيئة التعليمية والادارية، التلاميذ، وحشد من الأهالي من أبناء كفرياشيت والمنطقة.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران معوض عظة قال فيها: “نحتفل اليوم بهذه الذبيحة الالهية لمناسبة استقبال ذخائر القديس يوحنا بولس الثاني. وهذه المناسبة لنا حتى نطلب شفاعته من أجلنا، من أجل كنيستنا ومن أجل هذه المنطقة ولبنان والعالم، ونحن على ثقة بأن هذه الذخائر التي نستقبلها اليوم في هذه المدرسة هي بركة لها وبركة لنا جميعا ولهذه المنطقة التي نعيش فيها. بداية أتوجه بالشكر لاخوتنا في المدارس المسيحية والادارة التي دعت الى هذا الاحتفال والشكر بشكل خاص الى الفرير خيمة، الفرير حاتم والى كل جمعية اخوة المدارس المسيحية خصوصا أننا عيدنا في هذا الشهر عيد جان باتيست دولاسال مؤسس هذه الجمعية والذي عاش في فرنسا وجمع بين التعليم والتعليم الروحي. ونحن نطلب من الله بشفاعة هذا القديس ان يعطي دائما دعوة لهذه الجمعية أن تتابع رسالتها ويبعث لها دعوة جديدة. كما أتوجه بالشكر الى ادارة المدرسة وبالأخص الاستاذ وليد فرح على دعوته لنا واقامة هذا الاحتفال وبالمناسبة أحيي كل الاشخاص الموجودين معنا ان كان الآباء أو الاهل والتلاميذ ولا ننسى الاداريين والعاملين في هذه المدرسة”.
تابع: “نحن مدعوون اليوم أن نتأمل في الكنيسة بقداسة يوحنا بولس الثاني، هذا القديس الذي اختاره الرب يسوع المسيح ليقود الكنيسة كما قادها هو من خلال تعاليمه والآيات التي فعلها، من اجل جميع المؤمنين كي يصلوا جميعا الى الملكوت السماوي ويقودها من خلال الروح القدس ويرعاها. والقديس يوحنا بولس الثاني يتميز بمزايا كثيرة، نتوقف بصورة خاصة حول يوحنا بولس الثاني وعلاقته بالألم وعلاقته بالمجمع الفاتيكاني الثاني وعلاقته بالقديسة مريم العذراء. أولا، علاقته بالألم الذي بدأ معه عند خسارته أمه بعمر الـ9 سنوات وأخته التي توفيت بعد ولادتها بطريقة سريعة وأخوه الذي مات وهو بعمر ال 12 و13 سنة فبقي وحيدا مع أبيه، فلذلك كان الألم مرافقا له من اول حياته. ولكن هذا الالم لم ينتصر عليه انما جابهه وتابع حياته واتجه نحو الكنيسة. ثم ان السيطرة النازية التي كانت موجودة في بولونيا دفعته الى أن يقوم بنشاط مسرحي وأعمال كلاسيكية تهدف الى تذكير البولونيين بثقافة بلدهم وبجذوروهم المسيحية وضرورة أن يعيشوا مع بعضهم البعض هذا في الوقت الذي كان النظام النازي فيه يحاول الغاء هذه الثقافة. كما تابع محاربته للنظام النازي من خلال اختياره ان يكون كاهنا اذ كان يذهب بالخفاء الى أن صار كاهنا وارتسم. وبعد ارتسامه انهار النظام النازي وحل محله النظام الشيوعي الذي كان يمنع بدوره ممارسة الشعائر الدينية بشكل علني فكان القديس يوحنا بولس الثاني يمارس الكهنوت من خلال نشاطه الرعوي مع الشبيبة فكان يرافقهم في كل النشاطات حتى الرياضية منها ليتقرب أكثر من الجيل الجديد، وكان ينظم لقاءات روحية وينادي بوجوب احترام حقوق الانسان واولى هذه الحقوق هي الحقوق الدينية وقد استعمل وسائل لا عنفية، فكان يقول كلمة الحق جهارا ولم يستعمل السلاح بل كلمة الحق التي ساهمت في تغيير الانظمة التسلطية”.
أكمل: “ان القديس يوحنا بولس الثاني شارك أيضا في المجمع الفاتيكاني الثاني حيث كان حينها اسقفا وقد شدد فيه على ان الانسان مدعو الى القداسة ولديه رسالة في قلب الكنيسة حتى لو لم يكن كاهنا كما توسع هذا المجمع في حق كل انسان التعبير عن ايمانه ودينه وقد وجد فيه بيانا خاصا عن الحرية الدينية. اما الميزة الثالثة للقديس يوحنا بولس الثاني فهي علاقته المتميزة بالعذراء مريم حيث زاد على اسرار المسبحة الوردية أسرار النور وقد كان يعتبر البابا عند محاولة اغتياله وخلاصه من الموت بأن هناك يد أخرى ساعدته على الشفاء غير يد الله هي العذراء مريم التي خلصته”.
ختم: “في هذا النهار الذي نستقبل فيه ذخائر القديس يوحنا بولس الثاني نطلب من الرب شفاعته بأن يرسل لنا شعاعا من النور والايمان الثابت والقويم ولكل واحد منا ان يقوم بالرسالة التي طلبها منه الرب فيكون بهذه الطريقة يساهم من موقعه وفي قلب المكان الذي هو فيه ببناء الكنيسة”.
بعد انتهاء القداس أقام المطران معوض زياحا للقديس يوحنا بولس الثاني ومن ثم بدأ المؤمنون بالتقدم لأخذ البركة من هذه الذخائر.
وطنية