حاضر راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور عن “رسالة القديس باسيليوس للشباب”، في كنيسة القديس جاورجيوس في بلدة جديدة الجومة عكار، في إطار سلسلة أحاديث الصوم التي تنظمها حركة الشبيبة الأرثوذكسية في عكار في موسم الصوم الكبير المقدس.
بعد الصلاة استهل المطران منصور حديثه بالتأكيد على أهمية العودة إلى الماضي وإلى التراث الآبائي لنستفيد منه في حاضرنا. وقال:”الدنيا كما يقول سفر الجامعة هي هي، وليس من جديد تحت الشمس. ولكن الجديد يأتينا مما هو فوق الشمس. حديث اليوم هو رسالة وجهها القديس باسيليوس الكبير للشباب حوالي عام 362 إلى الشباب. في ذلك الزمان كان القديس قسطنطين الكبير قد أعلن المساواة الدينية بين كل شعوب الامبراطورية الرمانية، واضعا بذلك حدا لاضطهاد المسيحيين”.
وتابع:”في ذلك الزمان قال القديس غريغوريوس اللاهوتي، وكان يدرس في أثينا في نفس الجامعة التي يدرس فيها القديس باسيليوس الكبير، عن ابن عم قسطنطين يوليانوس الجاحد، إن المملكة تربي في أحشائها ثعبانا. وهذا لما استلم المملكة أعلن حربه على المسيحية، ومنعهم من تعليم الفلسفة، فوجد المسيحيون أنفسهم أمام تحدي تلقي أولادهم لتعاليم غير مسيحية، وظهر رأيان”.
اضاف:”قال أسقف اللاذقية أبوليناريوس، نحن في الكنيسة ننتج كتبا توافق الكتاب المقدس في مختلف العلوم، على نسق البرنامج الوثني الذي يحاولون فرضه على المسيحيين، ولأن ذلك يتطلب وقتا، ونكون قد خسرنا الكثير ريثما تكتب المناهج وتصل إلى الرعايا، برز الرأي الثاني وهو رأي القديس باسيليوس الكبير، الذي يعرضه في رسالته إلى الشباب، التي خاطبهم فيها مشددا على قدرة الإنسان المسيحي على التمييز”.
وتابع المطران منصور شارحا وجهة نظر القديس باسيليوس معتبرا “أنه وجه الشباب كي لا يخافوا مما هو في هذا العالم، لا من الفلسفة الوثنية، ولا من الآداب اليونانية والرومانية، فإذا اعتبرنا أن الصلاح عند المسيحيين دون سواهم، نكون قد صرنا يهودا، علينا كمسيحيين أن نبحث عن هذا الصلاح حيثما وجد، وأن نرى تلك العطايا الإلهية عند أي شعب. فأول شيء تعلمنا إياه رسالة القديس باسيليوس هو رفض التعصب، فمسيحيتنا تقول أن نبحث عن نور الله عن كلمة الله عند كل الأمم والشعوب، والمسيحي يكره الخطأ ولا يكره الخاطئ”.
وقال:”يقول القديس باسيليوس للشباب قبل أن نقرأ الكتاب المقدس عن الفضيلة والتعاليم الروحية، علينا أن نقرأ ذلك في فلسفات الأمم، فلسفة الكتاب المقدس ليس لعقول الصغار”.
وختم مؤكدا على مضمون رسالة القديس باسيليوس، مشددا “على وصيته بأن يسلكوا حسنا في الطرق التي فيها السلام”.
ثم أجاب على أسئلة الحضور وختم اللقاء بالصلاة، وكانت مائدة محبة حضرتها رعية الجديدة .
وطنية