التخلي عن الغضب والحنق قبل مغيب الشمس هو رحمة جديرة بأن تصبح عادة
اطلبوا المغفرة من الأشخاص الذين تعيشون معهم. “وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم” (أفسس 4، 26).
تشدد مجلات المرأة دوماً على أهمية عدم الخلود إلى النوم من دون إزالة المستحضرات التجميلية. وهذا صحيح لأن رواسبها، إذا بقيت، قد تجذب القذارة وتؤدي إلى انسداد المسامات مسببة تدريجياً التهابات وتشوهات بشعة.
العكس صحيح في حياتنا الروحية اليومية. يحذرنا الكتاب المقدس من الخلود إلى النوم من دون تزيّن. فيكتب بولس إلى أهل أفسس: “لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكاناً”. (أفسس 4: 25، 27).
أحياناً، قد تكون النصيحة الروحية معقّدة، لكنها تجعل المنطق السليم نقياً ومثالياً. فإن تأثيرات عدم التصالح مع بعضنا البعض – أفراد عائلتنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وحتى أنفسنا وبخاصة ربنا – على أساس منتظم تشبه تأثيرات ترك المستحضرات التجميلية على الوجه خلال الليل. الأحقاد تجذب رجس المزيد من الغضب والانزعاج. ورفض المغفرة (أو رفض طلبها ممن أسأنا إليهم) يسدّ مسامات الروح وشرايين القلب. وجمرة الغضب المشتعلة ستتحول حتماً إلى لهيب غضب متفجر وتتسبب بظهور تشوهات الخطيئة البشعة.
التزيّن – الاعتراف بأعباء الاعتداءات اليومية الكبيرة والصغيرة والتحرر منها – هو أكثر من مجرد نظافة روحية ونفسية جيدة. إنه رحمة، مشاركة في مصالحة الله الرحيمة مع البشرية في يسوع المسيح، وذلك بصورة يومية حتى تتوقف الشمس عن الشروق. وهو أيضاً فعل نضال روحي لأن الشيطان يُهزَم عند المصالحة.
تشدد مقالات مجلات المرأة عن إزالة المستحضرات التجميلية قبل الخلود إلى النوم على أهمية تحويل العناية بالبشرة ليلاً إلى عادة. فإذا بدأتم مع الزمن بتنظيف بشرتكم وبفعل ذلك بانتظام على مدى أسبوعين، سيصبح الأمر روتينياً. ولن تهملوه حتى مرة واحدة لأن ممارسة إزالة المستحضرات التجميلية أصبحت مهمة لكم.
بمعنى آخر، أصبحت عادة.
يحثنا اقتراح هذا الأسبوع حول كيفية ممارسة الرحمة في السنة اليوبيلية على التفكير بالقيام بالأمر عينه من خلال التزين: “ألّفوا طقساً وجيزاً لنهاية اليوم لتطلبوا المغفرة من الأشخاص الذين تعيشون معهم”. لا تتخلصوا من الغضب قبل الخلود إلى النوم فقط، بل اعملوا بثباتٍ واعٍ لإفراغ أعباء الغضب يومياً قبل إطفاء الأنوار.
و”تأليف طقس” لا يعني تأليف طقس ليتورجي من خلال ارتداء ثياب مغفرة خاصة وانتقاء الأناشيد الملائمة. كلا! المهم هو أن تقوموا بأمر له معنى لكم مراراً وتكراراً حتى يصبح عادة. وسيعتمد طقسكم كثيراً على هويتكم والأشخاص الذين تعيشون معهم. ولكن إليكم بعض الأفكار لمساعدتكم على الانطلاق:
• قبل النوم، أمسكوا بيد زوجتكم، وانظروا إلى عيون بعضكم البعض، وقولوا: “أنا آسف. أسامحك”.
• لدى تلاوة صلوات ما قبل النوم مع أولادكم، اذكروا ما شهده النهار من سوء مزاج وجدل واستياء وتخلصوا منه. ادعوا الأولاد إلى فعل ذلك مع بعضهم البعض ومعكم كأهل.
• عندما تكون الأمور صعبة، ادعوا أفراد العائلة إلى كتابة ملاحظات لوضعها على مخدات بعضهم البعض. بإمكان الرسالة أن تكون بسيطة مثل “لنجعل الغد أفضل”. وبإمكان الأولاد رسم صور.
إذا كنتم تعيشون بمفردكم، عدّلوا هذه الأفكار لتتلاءم مع ظروفكم. هذا يعني أحياناً الاتصال بالآخرين أو مراسلتهم في ختام النهار للاطمئنان عنهم. وهذا غالباً ما يعني التخلص من الغضب القديم الذي يسبب لكم العزلة والوحدة. وهذا سوف يعني دائماً أن تطلبوا من الله المساعدة على التصالح مع نفسكم ومعه قبل مغيب الشمس.
“لا تعطوا إبليس مكاناً”. قولوا في كل ليلة “طابت ليلتكم” بنعمة ورحمة.
Zenit
الوسوم :المغفرة: لا تخلدوا إلى النوم من دونها! الشيطان يُهزَم عند المصالحة