في اطار النشاطات المتعلقة باليوم العالمي لحرية الصحافة، نظم “مركز الامم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الانسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية” بالتعاون مع “منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (الاونيسكو) و”مركز الشروق للديموقراطية والاعلام وحقوق الانسان – المغرب” ومركز “الدوحة لحرية الاعلام” و”شبكة الجزيرة” ورشة عمل في المعهد العالي للاعلام والاتصال، في العاصمة المغربية الرباط، شاركت فيها “النهار” على مدى اربعة ايام مكثفة (من 6 الى 10 ايار الجاري) تخللتها دورة تدريب بعنوان: “المقاربة القائمة على حقوق الانسان في التغطية الصحافية”.
المتحدثون قدموا مقاربات مهمة على مستوى حقوق الانسان في التغطيات الصحافية وحقوق الصحافيين انفسهم، حيث ابرز رئيس مركز الشروط للديموقراطية والاعلام وحقوق الانسان الوزير المغربي السابق الدكتور محمد اوجار، في كلمات عدة ألقاها على مدى الايام الثلاثة للورشة، الجوانب المتعلقة بحقوق الانسان في الصحافة وحقوق الصحافي في اداء مهمته، كما اسهب في تشخيص المعوقات التي تحول دون ذلك.
وعدد المشاركون في الورشة المعوقات التي تعتري عمل الصحافيين في هذا الاطار وابرزها سعي السلطات للحؤول دون وصول الصحافي الى المعلومات من مصادرها وهو ما يبرز الحاجة الى تحديث قوانين المطبوعات والنشر، ورفد الاعلام الالكتروني الذي يشكل اضافة الى مستقبل الاعلام.
وتوزعت مداخلات المشاركين حول القانون الدولي لحقوق الانسان وحرية الصحافة، وتناولت مبادئ المقاربة القائمة على حقوق الانسان وتم تناول المعايير الدولية لحقوق الانسان الخاصة بحماية حرية الصحافة، وتقويم التغطيات الصحافية ذات الصلة في صحافة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والتحديات التي تعوق تغطية مهنية هادفة.
وتطرق مدير مركز الامم المتحدة للتدريب والتوثيق الدكتور العبيد احمد العبيد، في كلمته الى”اهمية حقوق الصحافي والمتمثلة بحقه في الحياة والسلامة الجسدية والنفسية والعمل والعيش الكريم، الى جانب حريته في التعبير والحقوق المجاورة، وحق التنظيم في التغطيات الصحفية”.
اما استاذ قانون الاعلام الدكتور احمد حيداس فأضاء على تراجع الدور الصحافي في تناول حقوق الانسان في المنطقة، واعاد التحديات الى غياب وضعف الحماية، واشكالية الهوية المهنية للصحافيين وضعف الولوج الى وسائل الاعلام الجماهيرية وضعف القدرات، وانعدام حماية المصادر الصحافية.
مندوب “النهار” الزميل عباس صالح الذي تم اختياره لالقاء كلمة باسم المشاركين في الورشة عرض تجربته المهنية في هذا السياق وقدم ورقة عمل للمؤتمر تتضمن نماذج عن تحقيقات كانت نشرتها “النهار” في هذا السياق وقدم تجارب شخصية في اطار فضح الانتهاكات لحقوق الانسان، لا سيما تلك التي أدت لاحقا الى تعديلات أدخلتها السلطات الرسمية في لبنان على أنماط وطرق التعامل مع الملفات الحساسة، خصوصا في مقاربتها لملف السجون على سبيل المثال، حيث تغيرت سلوكيات السلطة في شكل واضح بعد تحقيق نشرته “النهار” في هذا الصدد في مرحلة سابقة.
مدير مركز الدوحة للتدريب والتوثيق فريد حمدان بحث في “مبادئ المقاربة القائمة على حقوق الانسان التي اشتملت على تطبيق الاطار الدولي لحقوق الانسان والمشاركة وعدم التمييز وتطوير القدرات والمساءلة وسيادة القانون، وقدم عددا من الصور في العالم العربي، ومنها التمييز الذي يعد من أبرز التحديات في تهديد المواطنة وتصنيفها، وعرض الحقوق الواردة في العهد الدولي، والتزامات الدولة تجاه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
كذلك تحدث في الندوات كل من: رئيس مركز الدوحة لحرية الاعلام الدكتور عبد الجليل العلمي، ومدير المعهد العالي للاعلام والاتصال الدكتور اسيعلي أعراب، ونائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب النائب المغربي عبدالله البقالي، وقدم مينق ليم من مكتب “الاونيسكو” في باريس عرضا تدريبيا موثقا عن وسائل وأدوات حماية الصحافيين تحت عنوان “أمن وسلامة الصحافيين”.
ووزعت الاونيسكو على المشاركين، وثيقة البرنامج لتنمية الاتصال، المتضمن خطة عمل الامم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين ومسألة الافلات من العقاب.
وتقرر إدراج نتائج تم التوصل اليها سابقا تقضي باعتماد خطة عمل تحدد نهجا شاملا ومتسقا وموجها نحو العمل على نطاق الامم المتحدة في ما يخص سلامة الصحافيين ومسألة الافلات من العقاب. وفي ختام ورشة العمل التي تخللتها دورة تدريبية، وزعت شهادات على الصحافيين المشاركين فيها.
وأعد المشاركون عددا من التقارير الصحفاية الميدانية المتعلقة بحقوق الانسان في المغرب كنموذج للمقاربات الصحافية المعتمدة في العالم العربي، بناء على طلب الجهات المنظمة للورشة، فتم تقسيم المشاركين الى مجموعات تولت صياغة تحقيقات في هذا الصدد، تناولت حقوق المواطنين المغاربة في الصحة، لا سيما مرضى السرطان الذين يعالجون في مراكز محددة في المملكة المغربية، وحقوق الطلاب الافارقة في المغرب، من منظار انساني، وكذلك حق المهاجرين غير الشرعيين الى المغرب، ومقاربة البطالة من خلال حق الطلاب في العمل، وحقوق المغربيين في التعلم وغيرها من القضايا التي تمت مقاربتها ميدانيا بعيون وأقلام صحافيين قدموا تقاريرهم الصحافية وتمت مناقشتها خلال جلسة عمل خصصت لذلك، قبل ان يتم اعتماد تلك التقارير كوثائق ضمت الى أرشيف مركز الامم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الانسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية بناء لطلب رئيسه الدكتور العبيد العبيد.
الرباط / عباس صالح
النهار