كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
قد تكون «القوات اللبنانية» وحلفاؤها إذا استمر الستاتيكو القائم حالياً على ما هو عليه، ممرّاً إلزامياً لأي رئيسٍ عتيد تطلق عليه صفة «التوافقي»، لأنّ أي رئيسٍ للجمهورية يفترض وفق مبدأ «الميثاقية» أن يحظى بغطاء مسيحي يتمثّل، إمّا بـ»القوات اللبنانية» وإمّا بـ»التيار الوطني الحر».
وقالت المعلومات إنّ «حزب الله» وحلفاءه لديهم شكوك بأنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لا يريد أحداً سواه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وهو لذلك لا يبادر إلى طرح أي اسمٍ ويرفض حتى الآن كل الأسماء المطروحة بذرائع متعددة، ومنها ما يروج له البعض أنه لن يحصل من أيٍ من هؤلاء على ما يبتغيه من مواقع ومراكز قوى.
إزاء هذا الواقع وانطلاقاً من القول «مكره أخاك لا بطل»، قد يجد «حزب الله» نفسه أمام خيارات صعبة تفرض عليه أن يقبل برئيس «توافقيٍ» تقبل به «القوات اللبنانية»، إلا إذا أراد «حزب الله» قلب الطاولة واستبدال تأييده لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية كمرشحٍ أول لديه بالنائب جبران باسيل كي يؤمّن التغطية المسيحية، ولكنّ «الحزب» يدرك صعوبات وصول باسيل إلى رئاسة الجمهورية، فهو ربما لا يستطيع سوى جمع أصوات نواب «التيار الوطني الحر» وأصوات نواب «حزب الله».
وبما أن «القوات اللبنانية» لن تكون مؤيدةً لا لفرنجية ولا لباسيل، وبما أن باسيل لن يكون أيضاً مؤيداً لفرنجية ولن يؤيد أي مرشح آخر وحتى المرشح المحتمل قائد الجيش العماد جوزف عون، لذلك أصبح لزاماً على «قوى الممانعة» أن تفتش عن مرشح تتفاهم عليه مع «القوات اللبنانية» وحلفائها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا المرشح لن يكون بالتأكيد مرشحاً يوالي الممانعين في شكلٍ مطلق.
هذا هو التفاهم الممكن حالياً لإنتاج رئيسٍ للجمهورية، ولكن ذلك لا ينفي احتمال أن يقصي «حزب الله» هذا التفاهم فيفضّل استمرار الشغور الرئاسي على التفاهم المباشر مع «القوات»، آملاً في أن يشكل عامل الوقت وما يرافقه من تدهور مستمر في البلاد وتصاعد الشعور بالغبن لدى المسيحيين، ضغطاً يدفع المعارضين لإرادته من حلفاء وأخصام إلى اليأس والتسليم بما يريده حتى ولو طال الأمر من دون رئيس مسيحي ماروني في قصر بعبدا، علماً أنّ التفاهم غير المباشر مع «القوات» على رئيس توافقي قد لا يستقيم أيضاً في حال استبعد «التيار الوطني الحر» نفسه عن هذه العملية، لأنّ النائب باسيل كان واضحاً في كلامه بأنّ وعداً قد قُطع من قبل «حزب الله» بأن لا رئيس من دون التفاهم مع «التيار».