في هذا الأسبوع المقدّس، قبل أيّام على الجمعة العظيمة، ومع آلام مخلّصنا الذي صُلب ومات لأجل معاصينا، فلنتأمّل معاً في قصيدة من كتاب “قيثارة الروح” للقديس مار أفرام السرياني، ترجمة الراهب القمص مكسيموس الأنطوني – مكتبة المحبة 1989، كما نشرها موقع copticplace.com الإلكتروني، فنعرف أنّ الغلبة ليسوع المسيح، الذي هو غلب الموت بالموت.
من قصائد مار أفرام السرياني، من أناشيد نصيبين
قال الموت: “أنا هو الذي صنع كلّ أنواع المصائد فى البحر والبرّ: النسور في السماء تأتي إليّ وأيضاً تنانين الأعماق، والزواحف، والطيور، والبهائم؛ الكبار، والصغار، والرضّع، كلّ هؤلاء يقنعوك يا ابن مريم، أنّ حكم سلطاني فوق الجميع.
كيف يستطيع صليبك أن يُخضعني؟ كيف يحدث هذا بواسطة الخشبة، بعد أن كنتُ غالباً وأحكم منذ البداية؟
أحبّ أن أقول الكثير، وأنا غير مفتقر للكلام، ولكن ليست هناك حاجة إلى الكلام لأنّ الأعمال تشهد أمامي.
أنا لست مثلك، أعد البسطاء بأمور خفيّة، قائلاً إنه سوف تكون قيامة.
متى، أنا أسألك متى؟ لو كنت قوياً حقاً، أعطني ضماناً فوراً حتّى أثق في وعدك”.
أنهى الموت حديثه الساخر، وصرخ صوت إلهنا كالرعد فى الهاوية فاتحاً كلّ القبور قبراً… قبراً!
وقوّة رهيبة استولت على قيود الموت في الهاوية، حيث لم يكن نور من قبل، وأضاءت أشعّة الحياة من الملائكة الذين دخلوا ليُخرجوا الموتى كي يلتقوا المائت الذي أعطى حياة للكلّ.
خرج الموتى بقوّة، والخزي غطّى الأحياء الذين تمنّوا أن يقبضوا على الذي يُعطي الحياة للجميع.
“ليتني أعود إلى أيّام موسى”: هكذا قال الموت، “لقد احتفلوا بي يوماً: ولأجل ذاك الخروف، في مصر أعطاني البكر من كلّ بيت، أكواماً فوق أكوام من الأبكار كانت مكوّمة لي عند باب الهاوية. ولكن هذا الحمل البهيج سلب الهاوية آخذاً ضريبته من الموتى وقادهم بعيداً عنّي. ذاك الخروف أفرغ القبور الملآنة. إنّ موت المسيح هو عذاب لي. تمنّيت لو اخترت أن أتركه يعيش: كان سيكون لي أفضل من موته، هو المائت الذى أُبغضُ موته!
بموت كلّ واحد أبتهجُ ابتهاجاً عظيماً، ولكن بموت هذا أصبحتُ قلقاً، ويقيني أنّه سيعود إلى الحياة: أثناء حياته على الأرض أحيا وأعاد للحياة ثلاثة أموات. والآن بموته، الأموات الذين رجعوا إلى الحياة ثانية سيدوسونني عند باب الهاوية عندما أذهب لكي أقيّدهم. سوف أُسرعُ وأُغلقُ أبواب الجحيم أمام هذا المائت الذي موته يلتهمني.
كلّ من يسمع سوف يتعجّب من إذلالي لأنّي انهزمت من رجل ميت خارج الجحيم. كلّ الأموات يريدون أن يخرجوا خارجاً، وهو يتعجّل ليدخل. دواء الحياة قد دخل الجحيم وأعاد الأموات إلى الحياة.
مَن هو، مَن هو الذي وضع وأخفى لي النار التي تُطفأ فى أحشاء الجحيم الذى يذوب فيه البرد والظلام؟”
الموت رأى ملائكة فى الجحيم، مخلوقات خالدة غير مائتة، فقال: “العذاب قد دخل مسكننا. وبإثنين أخذتُ جزائي وعُذِّبتُ: الأموات الذين تركوا الجحيم، والملائكة الذين لا يموتون، الذين دخلوا، وأيضاً الملاكان اللذان دخلا القبر: واحداً دخل القبر وجلس عند الرأس، والآخر صاحبه عند قدميه.
سأطلب منه وأترجّاه أن يأخذ رهينته ويذهب إلى مملكته!!”
“يا يسوع الطيّب، لا تحسب عليّ الكلمات التى تكلّمتها، أو كبريائي أمامك. مَن في رؤيته لصليبك، يستطيع أن يشكّ أنّك حقاً إنسان؟ مَن عندما يرى قوّتك، سوف يضعف إيمانه أنك أيضاً إله؟
وأمام هذان الأمران تعلّمت أن أعترف بك إنساناً وإلهاً.
ومع طلبي، خذ رهينتك، احمله، رهينتك العظيمة، آدم… الذي فيه توارى كلّ الأموات – تماماً، حينما استقبلته، كلّ الأحياء كانوا مخفيّين فيه.
إنّي أعطيه لك كأوّل رهينة، آدم… وآدم الثاني الآن ملك على الجميع.
وحينما أسمع صوت البوق، بيدي هذه سوف أحضر الأموات في مجيئك”.
ملكُنا الحيّ قام وتمجّد كالظافر من الجحيم!
الويل الويل للّذين من الشمال، الرعب للشرّير ولأرواحه الشريرة، العذاب للشيطان والموت، النواح للخطيئة والجحيم.
ولكن البهجة للّذين فى اليمين! لقد أتى اليوم، في هذا اليوم العظيم، إذاً هلمّوا نعطي تسبيحاً عظيماً له هذا الذي مات ورجع للحياة ثانية، حتى يُعطي الحياة والقيامة للجميع.
زينيت