“كان هناك خطر من سماع العديد من الانتقادات حول البابا بندكتس السادس عشر؛ كثيرون سيقولون: “لقد بدأ عملا ما ولم يتحل بالشجاعة لإنهائه، ولكن أنا على العكس رأيت البطولة بما قام به: هو لم يفكر بأن استقالته ستعتبر وكأنها جبن، ولكنه كان مقتنعًا بأن هذا ما طلبه منه الرب في ذلك الوقت.”
لقد علمتم مسبقًا بأن البابا بندكتس السادس عشر سيعلن استقالته. كيف أطلعكم على قراره؟ ما كانت ردة فعلكم؟ هل كانت هناك أية علامات تدل على أن بندكتس السادس عشر قرر أن يعلن استقالته؟
قبل أيام قليلة من إعلانه استقالته فاجأني البابا بندكتس السادس عشر باستقبال حار لي في السكرستيا. يبدأ القداس عادة عند الساعة السابعة، وقبل ذلك كان البابا ينصرف الى الصلاة ولكن يومها كان يصلي بحرارة أكثر من المعتاد، وشعرت بأن شيئًا مهمًّا كان يدور في قلب البابا وبأن هناك نية خاصة يصلي من أجلها الحبر الأعظم، لست واثقًا ولكنني أعتقد أنه خصص هذا الوقت ليفكر مليًّا بقراره قبل الإعلان عنه. أطلعنا البابا على الخبر شخصيًّا، نعم هو نقل الخبر إليّ شخصيًّا. جلست أمام مكتبه، مع أنها لم تكن المرة الأولى لكنني كنت على يقين بأن هناك محادثة مهمة بانتظاري.من الواضح لم يكن أي أحد يتوقع ذلك. كان البابا هادئًا، كأحد تغلب بالفعل على القلق وتجاوز لحظة التردد. كان هادئًا كمن يعلم بأنه داخل مشيئة الرب. حين علمت بالخبر كانت ردة فعلي الأولية: “كلا أيها الأب الأقدس! لماذا لا تفكرون بالمسألة أكثر!” ولكنني تراجعت وفكرت بيني وبين نفسي: “من يعلم منذ كم من الوقت هو يفكر بهذا القرار؟”بلمحة البرق تذكرت استقباله الحار قبل القداس وأوقات الصلاة، نعم بان لي أنه كان قد قرر كل ذلك. قال لي وكرر: “سوف تذهب مع البابا الجديد.” لربما كان يشعر بذلك، لا أعلم. في اليوم الذي تركت فيه بندكتس السادس عشر في كاستل غوندولفو بكيت وشكرته على أبوته العظيمة.
(يتبع)
***
نقلته الى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية