في ظل هذا القتل والدمار المستمرين في العراق وحصار العديد من الضحايا الأبرياء في جبل سنجار وتجريدهم من الماء والطعام، انبعثت نداءات من أجل السلام من قِبل البابا والكنيسة فضلاً عن دعوات الصلاة والالتزام باتخاذ إجراءات ملموسة للمساعدة.
ومن المُقرَّر انعقاد اجتماع مسكوني للصلاة يوم الاثنين 18 آب في مصر ومن بين الحاضرين في هذا الاجتماع، المونسنيور فيليب نجم، المدبّر الرسولي للكلدان الكاثوليك في مصر. في هذا الإطار، قامت وكالة زينيت، القسم الإنكليزي، بالاتصال بالمونسنيور وطرحت بعض الأسئلة عليه.
تحدّث المونسنيور عن المبادرة التي يشارك فيها في مصر مشيرًا إلى أنها استجابة على دعوة الأب الأقدس من أجل الصلاة على نية السلام وأكّد بأنّ الجميع يصلّي على نية المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط، بالأخص من هم في العراق.
وقال المونسنيور نجم: “إنّ ما يحصل اليوم هو ليس بالأمر المفاجىء. لطالما كان العراق فريسة الإرهاب لسنوات عديدة: لقد تمّ تفجير كنائس كثيرة وقُتل المسيحيون في هجمات مختلفة. أنا أذكر في العام 2008 عندما قُتل المونسنيور فرج راحو، رئيس أساقفة الموصل إلى جانب أمين السر الخاص به والعديد من الشمامسة والكهنة الكلدانيين. كما ولا تنسى مأساة الكنيسة السريانية الكاثوليكية لسيدة النجاة في بغداد حيث قامت مجموعة إرهابية تنتمي إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام بقتل بدم بارد، 37 شخصًا كانوا مجتمعين للصلاة في العام 2010. إنّ هذه المسلسلات تبرهن أنّ ما نشهده اليوم هو نتيجة لخطة تمّ برمجتها على مدى سنوات من أجل إفراغ العراق من الوجود المسيحي. أودّ أو أقوم بتعليق واحد: هؤلاء الإرهابيون يفسّرون إيماننا المسيحي المسالم كعلامة ضعف”.
وعندما سُئل عن رأيه بقرار البابا باختيار الكاردينال فيلوني كمبعوث خاص إلى العراق، أجاب: “إنّ حضور الكاردينال فيلوني جد مهم. أنا أؤمن بأنّ البابا اختار الشخص المناسب كمبعوثه الخاص، هو من عانى مع الشعب في فترة الاجتياح الأميركي للبلاد عندما كان سفيرًا بابويًا. إنه رجل معروف ويقدّره الجميع، يستطيع التواصل مع القادة السياسيين والدينيين من مختلف الطوائف. من هنا، إنّ قرار البابا حكيم جدًا وهذه طريقة ملموسة لإظهار تضامنه مع المسيحيين في العراق”.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.