على أثر تجدد أعمال العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى أجرى موقع فاتيكان نيوز الإخباري مقابلة مع النائب العام على أبرشية بامباري في جنوب البلاد الكاهن فيرمين غباغوا، الذي أكد الأنباء الحاكية عن مصرع عشرات المدنيين العزل خلال الأيام القليلة الماضية في عدد من القرى التابعة لهذه الأبرشية نتيجة اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت بين فصائل مسلحة. ولم ينج من أعمال العنف هذه الأطفال والنساء، كما تفيد المعلومات بقتل كاهن يُدعى جوزيف ديزيريه أنغباباتا راعي كنيسة القديس شارل في سيكو. وقد سببت هذه الموجة الجديدة من أعمال العنف موجة عارمة من النازحين قُدروا بالآلاف. وأكد المسؤول الكنسي أن عناصر ينتمون إلى الحركة المعروفة باسم “الوحدة من أجل السلام في أفريقيا الوسطى” هاجموا القرى في محلة بامباري، وقد قتل الكاهن الكاثوليكي في إحدى هذه الهجمات، بعد أن فتح عليه المهاجمون النار من على مسافة قريبة أمام رعيته، حيث لجأ العديد من النازحين بحثا عن مكان آمن. وأوضح أن آخر حصيلة للضحايا تتحدث عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا، معظمهم مدنيون، ناهيك عن حوالي ثمانين جريحا.
وفي رد على سؤال بشأن الخدمات التي تقدمها الأبرشية لضحايا النزاع أكد النائب العام أن بلوغ مناطق الاشتباكات أمر صعب للغاية، كما أن مقاتلي حركة “سيليكا” لا يريدون أن تصل المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين. وأوضح الكاهن غباغوا أن المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يحظون بأي حماية وقد تُركوا لواجهوا مصيرهم بأنفسهم، لافتا إلى أن أعدادا كبيرة من النساء والأطفال يحاولون الفرار بشتى الوسائل، هذا فضلا عن غياب أي قوات فصْل دولية بين الطرفين المتناحرين تضع حدا لهذا القتال العنيف. وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز شاء النائب العام على أبرشية بامباراي أن يطلق نداء من أجل السلام في بلاده، وقال إننا نريد أن ندعو الأشخاص إلى الحكمة والتعقّل، وأضاف أنه لا يفهم الأسباب التي تدفع بالمسلحين للاعتداء على المدنيين العزل الذين يُقتلون يومياً. وأكد أيضا أن الصراع الدائر في أفريقيا الوسطى هو من الصراعات المنسية، وما يزيد الطين بلة صعوبة الوصول إلى المناطق التي تدور فيها الاشتباكات من أجل نجدة السكان وتوفير الحماية لهم ومساعدتهم على تخطي الوضع الراهن.
إذاعة الفاتيكان