اصبح وسام عقيقي اللبناني الاصل، ليس مجرد كاهن ماروني، بل اول كاهن ماروني (كاثوليكي) متزوج في الولايات المتحدة الاميركية، وزوجته اسمها منال كساب، ولهما ابنة: برلا.
رسامته الكهنوتية “الاستثنائية” حُدِّدت في السادسة والنصف مساء اليوم في توقيت سان لويس- الولايات المتحدة. وخبرها تناقلته المواقع الاخبارية الاميركية ووكالات عالمية باهتمام.
“الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة الاميركية ترسم اليوم اول كاهن متزوج”، كتبت وكالة “اسيوشيتد برس”. ونقلت عن ناطق باسم الكنيسة في سان لويس ان البابا فرنسيس اعطى اذنه لرسامة الشماس المتزوج وسام عقيقي كاهنا، وموعدها اليوم الخميس.
وقالت ايضا ان الكنيسة المارونية في الانتشار عمدت الى رسامة رجال متزوجين كهنة. غير ان تلك الرسامات مُنِعَت في الولايات المتحدة في عشرينيات القرن العشرين. وقال الناطق ان البابا جعل من تلك الرسامة استثناء، ولم يرفع الحظر على رسامة الرجال المتزوجين.
تلك الرسامة الفريدة اعلنها مطران أبرشية سيدة لبنان في لوس انجلس الياس عبدالله زيدان قائلا لـ”يو.اس.آي. توداي”: “في الشرق، من العادي جدا ان يكون الكاهن متزوجا. اما هنا، فانها الحالة الاولى”. واشار الى ان “الفاتيكان كان منفتحا على الامر، على اساس كل حالة بحالتها”. عقيقي خدم كشماس في كنيسة سان لويس المارونية طوال عقد، “وهو متزوج من نحو 10 او 11 عاما”، قال زيدان. وفي معلومات اوردتها عنه الابرشية المارونية، انه درس في جامعة الروح القدس في الكلسيك-لبنان، واكليريكية سيدة لبنان المارونية في واشنطن، والمعهد الاكويني للاهوت في سان لويس. “عقيقي مرشح ممتاز للكهنوت، ومؤهل تماما ومثقف وناضج جيدا”، قال زيدان.
المطران عون: كل حالة على حدة وفي حديث الى “النهار”، شرح راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ان “الانفتاح (على موضوع الكهنة المتزوجين) بدأ في الولايات الاميركية يوم قبلت الكنيسة الكاثوليكية هناك ان ينضم اليها بعض القساوسة الانجيليين المتزوجين الذين ابدوا رغبتهم في ان يصيروا كاثوليك. وكان ذلك اول انفتاح نحو الكهنوت المتزوج. ولكن بقي هناك حذر تجاهه. وفي الوقت نفسه، كان هناك تعارف اكثر الى الكنائس الكاثوليكية الشرقية التي تعتمد هذا التقليد (اي رسامة متزوجين كهنة)”.
واضاف: “حاليا، وبعدما استشارة الفاتيكان مجلس اساقفة اميركا، لم يوافق بالمطلق، بل وافق على ان يكون درس لكل حالة على حدة. يتم تقديم طلب اليه، يدرسه، ويقرر بالموافقة او عدمها. وهذا ما حصل مع وسام عقيقي. تم تقديم طلبه الى الفاتيكان في تشرين الماضي، ووافق الفاتيكان عليه. واليوم رسامته”. وهل هذا الامر يعد باستثناءات اضافية في المستقبل؟ اجاب: “بالتأكيد، انه اول استثناء. وهذا يعني انه عندما تكون هناك حالة من هذا النوع، يميّز الاسقف ما اذا كانت الدعوى الكهنوتية جيدة وهل ثمة حاجة اليها، ويرفع طلبا بخصوصها الى الفاتيكان الذي يقرر الموافقة ام عدمها. كل حالة بحالتها”. من جهته، ابدى زيدان اعتقاده لـ “يو.اس.آي. توداي” ان الفاتيكان قد يسمح برسامات مماثلة في المستقبل، مع العلم ان لا احد آخر في الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة تقدم بعد بطلب بهذا الخصوص. “اليوم قد تكون تلك الرسامات أسرع، لأنهم بدأوا يعتادون الامر”.
خاص-النهار