ودعا الى أن «نحيا هذه القداسة والإيمان مقابل التحدث عنهما. نعم من واجبنا الكلام عن القداسة، لأننا بذلك ننقل بشرى الخلاص لجميع البشر وفق ما يردّد المقطع الإنجيلي، كلّ مَن يعترف بي أمام الناس أعترف به أمام أبي في السموات. إنما هل الاعتراف بالرب يتمّ بالكلام وحسب؟ (…)».
ودعا الى «التمثّل بحياة القديسين والسلوك في مسيرتهم، في مسيرة القداسة والتوبة وحمل وديعة الإيمان والشهادة لها بالفعل وليس بالقول وحسب، إنما بالممارسات اليومية في حياتنا العائلية والكنَسية والوظيفية والاجتماعية وفي بلداتنا وأوطاننا لنجعلَ سلامَ الرب هو العمود المنتصر وسط عالم يتألّم ويتعذّب».
وتمنّى ألّا تتكرّر عباراتُ «إكليركيين وعلمانيين، لأننا جميعنا شعب الله وكنيسته الواحدة. وعلينا أن نبقى الى جانب بعضنا البعض ليَظهر وجهُ المسيح. وعلينا أن نلغي ذواتنا لنرى نورَ المسيح ونصبح مثل القديسين».
ورفع الصلاة «من أجل لبنان وسوريا والعالم أجمع، لاسيما في ظلّ ما نسمعه من أخبار تُدمي القلوب، بحيث لا نسمع إلّا بلغة الأسلحة ما يدفعنا للتساؤل أين هو السلام الذي نريده في حياتنا على المستويات كافة؟ سيروا سيرة القديسين وتشبّهوا بهم والرب يقوّينا ويحمينا».
ذكرى حركة الشبيبة الأرثوذكسية
إلى ذلك، أحيت الأمانة العامة لحركة الشبيبة الأرثوذكسية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحركة في يوبيلها الماسي، خلال حفل أُقيم في باحة ثانوية سيدة البلمند الفرع الفرنسي، برعاية اليازجي وحضوره الى النائب نضال طعمة، وحشد من المطارنة ورجال الدين، رؤساء بلديات وقضاة، وفاعليات.
وأعلن اليازجي «أننا مدعوّون لأن نجعل حضور الكنيسة في العالم تعبيراً صادقاً عن حضور الله في التاريخ، بكل ما لهذا الحضور من أبعاد. وهذا يتطلب أن نصبح قنوات ممهورة بختم الإنجيل تشدّ إلى حلاوة يسوع. ليقتنِ كلّ منا الفضائل الشخصية، وليزدَد صلاةً ومعرفة. لنتحرّر من الفردية المقزّزة ليسوع والناقضة لحياة كنيستنا. لنتجنّب المماحكات الكلامية والصبيانية والشرنقة والتقوقع. لنستعمل التكنولوجيا والعلوم ومن أهمّها وسائل التواصل الاجتماعي، للبنيان ولنقل كلمة الحياة، لا لتعميم النقد الهدام والكلام البطال. لنبنِ، معاً كنيسة المسيح في أنطاكية الحبيبة خارج الاصطفافات والتموضعات، وخارج ثقافة امتلاك الحقيقة وتكفير الآخر المختلف عنا. فالكنيسة تتّسع لكل المواهب ونحن نصنعها جميعنا ومعاً كلّ يوم، بالركون لمشيئة سيدها، وبالحوار البنّاء في ما بيننا، وبالعمل الدؤوب من أجل تمتين الشركة والوحدة وترجمة المحبة تعاضداً في هذا الزمن الصعب. ولنرتفع بالفقراء، عطاءً وفي الضمائر والقلوب، إلى حيث يمين الرب. لنبقَ أبناء الحق النابذين للظلم والخطيئة، الصارخين بالعدل منحنين كالعشار ومتحلّين بالحكمة والتلطف والحرص على خلاص النفس وخلاص كل خاطئ تائب».
ولفت إلى «الصعوبات التي تواجه اليوم أبناء الانجيل في هذه المنطقة، وماهية الأسئلة المفصلية المطروحة في حياتنا، كمؤمنين، وكم تقتضي من تعاضد الطاقات للإجابة عليها. خصوصاً أنّ نتائجها لم توفّر وجودَنا في بلاد الانتشار»، معتبراً أنّ «الأيام تزداد ظلمةً وشعبنا تغلبه المعاناة، فدعونا نفكّر سويّة، ونعمل سويّة، ونصحّح ما اعوجّ معاً. ومعاً نبني ما يمدّ أيامنا بنوره المضيء، ونفوس الأبناء بوهج الشركة والفداء، وما يزيد الرب فرحاً بكنيسته. والرب، في يقيني سيفرح بنا عندما نهدم الحائط الذي يفصل بين «الأنا والأنت»، وبين «النحن والأنتم»، وعندما يرانا لا ننتقد بعضنا البعض في المجالس وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، بل نصارح بعضنا بعضاً، بما يظنّه كلّ منا الحقيقة المطلقة، بحنان المسيح ولطفه، ونتعلّم أن نكتشف معاً أنّ الحقيقة التي لا تسقط أبداَ هي تلك التي نكتشفها خلال الحوار المحب والبعيد من الإدانة والأفكار المسبَقة وتسمير الآخر على صورة اصطنعناها له في أذهاننا».«لنتجنّب المماحكات الكلامية والتقوقع ولنستعمل التكنولوجيا للبنيان ونقل كلمة الحياة»
إعتبر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي أنه «علينا أن نفتخر بكنيسة أنطاكيا لأنها كنيسة الشهداء، آباؤنا وأجدادنا منذ القرون الأولى رووا بدمائهم ترابَ البلاد ومنحونا الإيمان ونشكرهم على ذلك، ويجب أن نبقى محافظين على هذه الأمانة وهو تقليد رسولي ينتقل من جيل الى جيل».