ينتقل الأب لويس مطر الذي يمضي حياته في الدير منذ العام 1981، ويشرف على تدوين الأعاجيب والاستماع إلى شفاءات المؤمنين، إلى الحديث عن أعجوبة مع مهندس عراقي متأهل وله ولدان، «أصيب بسرطان الكبد، خضع لعملية جراحية، ثم لعلاج كيميائي، وبعدها أصابه المرض في الغدد اللامفونية، وبات وضعه الصحي محرجاً، فقرر اللجوء إلى الصلاة للقديس شربل، وفي إحدى الليالي بينما كان نائما رآه في حلمه وإلى جانبه راهيان، وبعد هذا الظهور اختفت أوجاعه»
ويتابع مطر: «عانت معلمة لبنانية من الغدة الدرقية، على إثرها دخلت مستشفى ماريوسف الدورة، وخضعت للعلاج لمدة طويلة إلى أن تماثلت للشفاء وارتاحت. لكن منذ شهر عاودتها العوارض، فراجعت طبيبتها، ووصفت لها الدواء مجدداً
إلا أن تلك المعلمة الشابة، نذرت أن تشارك في مسيرة السيدة نهاد الشامي في 22 من كل شهر، وبينما كانت متوجهة إلى المحبسة، شعرت بأن أحدهم أمسك عنقها، ومن تلك اللحظة اختفت الأوجاع، وشعرت بأنّ القديس شربل قد شفاها، عادت وزارت طبيبتها فأكدت لها بأنها تعافت»
أما ما حدث مع أحد المدرسين وهو على فراش الموت، فلا يقل عرابة، يروي مطر: «قدم رئيس رابطة الأساتذة في إحدى المدارس «دخيرة مار شربل» للمعلمين، من بينهم من كان مصاباً بالسرطان، وبينما هو ينازع على فراش الموت، طلب من شقيقته أن تحضر له «الدخيرة»، من المنزل من جيب قميصه، وما إن أحضرتها له، حتى كسرها بأسنانه إلى حين «ابتلعها»، وسرعان ما اختفى منه المرض، ومنذ تلك اللحظة وهو يداوم على القديس شربل بسعادة لا توصف.
ويضيف مطر: «لكن ذات يوم صادفت الأستاذ نفسه وكأن علامات استفهام على وجهه، فاقتربت منه أسأله ما بالك؟: «فأجاب، كنت أفكر لماذا القديس شربل شفاني ولم يختر سواي، فسألته: هل أنت مزعوج بشفائك؟ فأجاب ضاحكا: «لا أبدا، ولكن الشفاء مسؤولية وما عاد بوسعي العودة إلى الخطيئة»
على أي أساس يشفيهم؟
في وقت ينقسم المشهد في حنايا الدير، وأمام ضريح القديس شربل ما بين شاكر على أعجوبة حدثت معه، وآخر متوسل لأعجوبة أو شفاء، سألنا الأب مطر، على أي أساس القديس شربل يشفي فلاناً ويسمح بأن تذرف دمعة فلان؟ أخذ مطر نفساً عميقاً، وبوجه بشوش ينضح إيماناً ورجاء أجاب: «القديس شربل لا يتأخر في الاستجابة، ولكن بما أثني أدون العجائب منذ العام 1981، بات لدي فكرة نوعا ما لماذا يشفي ذلك دون سواه، لا بد من أن نفهم جيدا أن الغاية لدى القديس شربل قداستُنا، لذا البعض يتقدس في الشفاء والبعض الآخر يتقدس بالألم، وفي الحالتين يبتعد المرء عن الخطيئة ويقترب أكثر الله»
المصدر: ايماننا