الشّفهيّ[1].
العنف في واقع الأمر، ليس ببعيد عن الدّيانة اليهوديّة. ولنقلها بصراحة؛ في أسفار العهد القديم، آيات كثيرة ومشاهد عدديدة تتحدّث عن القتل والعنف. حيث تجد القتل عقابا على عبادة آلهة غير يهوى وعلى خيانة إسرائيل له (خر 32: 27-28)؛ (عد 25: 4-5). ناهيك عن موضوع احتلال الأرض والحروب باسم الله والإبادات الجماعيّة للوثنيّين وقتل جميع أهل المدن المحتلّة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وحتّى البهائم والمزروعات، وإحراق المدن (يس 6: 20-21). فيظهر الله وكأنّه محارب، منتقم، يأمر بالقتل، وإله دمويّ محرّض على الحرب. إنّه مفهوم الشّعب المختار وأرض الميعاد، والحقّ المقدّس بالأرض…[2].
ويسهب الكاتب غسان سميح الزّين في كتابه “المسألة اليهوديّة”، في الحديث عن إشكاليّة ممارسة طقس الدّمBlood Libel ، لدى بعض الفرق اليهوديّة، حيث كان يستلزم هذا الطّقس تقادم وتضحيات بشريّة تقشعرّ لوصفها الأبدان[3].
نلخّص إذاً المواقف العنفيّة في الدّيانة اليهوديّة في ثلاث محاور:
– عنف بن الأخوين الأوّلَين: قايين وهابيل (تك 4: 1-16)؛
– عنف تشريعيّ: كيل بكيل “النّفس بالنّفس، والعين بالعين، والسّنّ بالسّن، واليد ياليد، والرّجل بالرّجل (تث 19: 21)؛
– عنف في العلاقة بين إسرائيل والأمم (تث 7: 16)[4].
[1] راجع، غسان سميح الزّين، المسألة اليهوديّة، بيسان للنّشر والتّوزيع والإعلام، بيروت-لبنان، ص. 94. [2] راجع، معجم اللاهوت الكتابيّ، دار المشرق، بيروت-لبنان، 1988، ص. 571. [3] راجع، غسان سميح الزّين، المسألة اليهوديّة…، ص. 109-119. [4] راجع، إميل عقيقي، العنف في التّوراة الشّفهيّة، أعمال المؤتمر اللاهوتي الرّابع في الجامعة الأنطونيّة 26-27 حزيران 2009، حول “العنف في النّصوص المقدّسة”، منشورات الجامعة الأنطونيّة، 2010، ص. 103.زينيت