اختتمت راهبات البيزنسون في لبنان احتفالات اليوبيل المئوي الأول على تأسيس مدرسة القديسة حنّة لراهبات البيزنسون في بيروت، وحمل شعار “100 عام في خدمة الثقافة والتربية”، بقدّاس شكر في المدرسة ترأسه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر.
وبعد الإنجيل ألقى مطر عظة قال فيها: “استقرَّت هذه الرُّهبانيَّةُ في لبنانَ المُتصرِّفيَّة قبل أن تُقرِّرَ زرعَ مدرسةٍ لها في بيروت. وبدأَ عملُ البناءِ في المدرسةِ الجديدةِ في مطلعِ العام 1914. ومع ذلك تمَّت الأعجوبةُ وأُنجِزَ القسمُ الأكبرُ من بناءِ المدرسةِ في العام 1919، فَفَتحَت أبوابَها لِتلميذاتِها، وقد وَفدنَ إليها من كلِّ لبنانَ ومن دُوَلِ المنطقةِ وُصُولاً إلى بلادِ فارِس. ومنذُ ذلك الحينِ وحتَّى بُلُوغِ عام 1975، وهو عامُ اندلاعِ الحربِ اللبنانيَّةِ الأخيرةِ، عرِفَت المدرسةُ عهدًا ذهبيًّا يَشهدُ له الجميعُ من دونِ استثناء. لكنَّ الحظَّ المُعاكِسَ زارَ المدرسةَ من جديدٍ، فهجرَ عددٌ كبيرٌ من السُّكَّانِ هذه المنطقةَ من العاصمةِ، وتعرَّضَت المدرسةُ للإقفالِ بضعَ سنواتٍ. وهنا ظهرَت عندَ الرَّاهباتِ كما عندَ الشَّعبِ اللبنانيِّ من كلِّ الطوائف إرادةُ تغليبِ العيشِ المشتركِ على الانقسامِ والعداءِ. فأُعِيدَ العملُ سريعًا إلى المدرسةِ ولو بأعدادٍ للتّلامذة غيرِ مُتَشابهةٍ مع ما كان في الزَّمنِ السَّابقِ. وإنَّها لَفرصةٌ لنا اليومَ لِنُحيِّي صُمُودَ المدرسةِ وعنادَ الإدارةِ فيها من أجلِ استمرارِ رسالتِها الَّتي تَتَوافقُ حقًّا مع رسالةِ لبنانَ. فَكمْ هو جميلٌ هذا الرِّهانُ على عودةِ بيروتَ إلى سابقِ عهدِها من الاختلاطِ السُّكَّانيِّ ومن العيشِ الواحدِ بينَ أطيافِ شعبِ لبنانَ الأصيلِ. لبنانَ سَيَبقَى منارةَ الشَّرقِ في إعلاءِ هذه القِيَمِ الَّتي لا مُستقبلَ للإنسانيَّةِ بعيدًا منها، مهما تلبَّدَت الغيومُ فيهِ واكفهرَّت الأجواءُ مِن حَولِهِ. فالغيومُ إلى زوالٍ، أمَّا وجهُ الأرضِ فإلى تجدُّدٍ بالنِّعمةِ وبالحقِّ الَّذي من الله”.
وكانت كلمة للأم باسكال خوري.
النهار