كعادتها كل عام، نظمت رعية بقاعكفرا يوما إعلاميا بين ربوعها يوم السبت ١ حزيران الجاري. عشرات الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام اللبنانية ومن مختلف الأديان والطوائف لبوا النداء… كيف لا والمنادي ليس رعية بقاعكفرا كهنة ولجنة وقف ومؤمنين فحسب، بل القديس شربل بروحه الموزعة عطرا سماويا بين بلدته وكل بلدات لبنان، وصولا الى كل زوايا الأرض…
شربل نادى فلبينا النداء، نادى بصمته وخشوعه وسكون نفسه، وسكناها في بيته الوالدي، وكنيسة عماده بجرنها العتيق، ومذبحها العابق تاريخا وايمانا وبخورا.
سمعناه في المغارة، وفي منعطفات دروب الضيعة الوديعة وكنائسها، وعلى الطريق الوعر إلى جردها، الغارق دوما في الصلاة، المرتفع دوما كالصليب، والغالب دوما كسيد الصليب…
شربل نادى ومشى أمام زواره صعودا، يدحرج أمامهم حجر العثرة مع أحجار التعثر، يمسح عرقهم بمنديله، يروي عطشهم من ماء المعمودية، المتدفقة من سواقي الطريق، إلى أن وصل بهم الى صخرة الصلاة، الرافعة حتى الآن ترانيم المجد إلى رب المجد.
وعلى ضفاف البحيرة، خلع شربل جبته، واتخذ جبة بشري والأرز منديلا وائتزر بها، بارك وكسر ، ودار يخدم زواره وكل من هم على مائدته، فخورا بهم وببلدته وبأبنائها وأبنائه…
ولما مال النهار، سبقنا شربل إلى كنيسة أمه مريم العذراء، ربع الجرس، أشعل البخور وأقام القداس. رفع نوايانا وطلباتنا، ناولنا جسد الرب ودمه زوادة للطريق، وقال: “إذهبوا بسلام يا إخوتي وأحبائي…”
وذهبنا… لكننا لم نذهب فعلا… أجزاء من قلوبنا بقيت هناك، منها ما زال ملتصقا بحجارة المذبح او جرن المعمودية، ومنها ما زال ينهل من كتب الصلاة التي درس فيها شربل، أو يستلذ بقمح الكوارة في بيته العتيق، ومنها ما زال يتكمش بجبة القديس ويتمتم: يا قديس لمن عنا، يا شربل صلي عنا…
أوسيب لبنان